فرّقت "القوة التنفيذية" التابعة لوزارة الداخلية في حكومة "حماس" المقالة أمس بالقوة مسيرة احتجاجية لأنصار حركة"فتح"في غزة، وأطلقت النار في الهواء كما اعتدت على صحافيين اثناء عملهم واعتقلت اربعة منهم قبل ان تطلقهم لاحقا، وذلك في حادث جديد لاقى تنديداً خصوصاً من الاعلاميين الفلسطينيين، وعكس مدى حساسية حكومة"حماس"ضد أي معارضة سياسية. راجع ص 4 وكان انصار"فتح"شاركوا بعد الصلاة في ساحة"الجندي المجهول"، بمسيرة مرت بمنطقة السرايا التي باتت مقراً ل"القوة التنفيذية"بعدما كانت مقراً للاجهزة الامنية التابعة للسلطة. وهتف المشاركون مرددين اسم النائب محمد دحلان، في حين ألقى بعضهم بالحجارة والزجاجات الفارغة على المقر. وعندما حاول اعضاء"التنفيذية"مصادرة الكاميرا من مصور"رويترز"أحاط بهم المتظاهرون وضربوهم ومنعوهم من اعتقال المصور، كما نعتوهم ب"الشيعة"، في اشارة الى علاقة الحركة بإيران. عندها اشتبك افراد"التنفيذية"معهم واطلقوا النار في الهواء لتفريق المسيرة واحتجزوا اربعة مصورين صحافيين. وقال الناطق باسم"التنفيذية"اسلام شهوان إن مجموعة صغيرة من"فتح"قامت ب"التحريض على الفوضى واعادة الفلتان"، متعهداً عدم السماح بذلك ومتوعداً باعتقال المتورطين. من جانبه، قال رئيس الحكومة المقالة اسماعيل هنية خلال خطبة الجمعة ان الاحتجاجات يجب ان تتم"وفقاً للقانون"من اجل ضمان السلامة، مضيفا أن"حق التظاهر لكل القوى والفصائل لن يتأثر، لكن يجب ان يتم وفق القانون لحماية غزة من العودة الى الفوضى". وفي وقت لاحق، اعتصم عشرات الصحافيين امام مقر السرايا احتجاجاً على اطلاق النار على الصحافيين اثناء اداء عملهم واعتقال عدد منهم. وقال المصور خالد بلبل بعد اطلاق سراحه:"طلب مني قادة القوة التنفيذية في السرايا ان اتكلم عبر قناة الاقصى وان اقول اننا عوملنا معاملة جيدة. رفضت ذلك واعتبرته نوعا من التعدي على الحريات". وتساءل:"كيف لي ان اكون محجوزا في سجن السرايا واتكلم عبر فضائيتهم؟". وروى عدد من الصحافيين ان"القوة التنفيذية كانت تطلق النار على الصحافيين بشكل مباشر وعن بعد امتار، ولذا قررنا الاعتصام". واضاف مسؤول في نقابة الصحافيين:"فور اعتقال زملائنا الصحافيين والاعتداء عليهم واطلاق النار عليهم وضربهم، نظمنا اعتصاما امام مقر السرايا". وتابع انه"ثاني أخطر اعتداء على عشرات الصحافيين ... ندين الحادث ونطالب بوقف الاعتداءات على الصحافيين".