تسلمت السلطات المصرية من إسرائيل 48 سودانياً كانوا تسللوا عبر الحدود، ما شكل تراجعاً عن تأكيدات القاهرة أنها لن تسمح بعودة أي ممن سبق لهم التسلل في شكل غير مشروع إلى الدولة العبرية. وقال مصدر أمنى إن العائدين"تسللوا إلى إسرائيل عبر الحدود خلال أوقات مختلفة من الشهور الماضية، وألقي القبض عليهم هناك"، مشيراً إلى أنهم"عادوا إلى مصر عبر معبر كرم سالم المخصص للتبادل التجاري بين مصر وقطاع غزة". وأضاف أنهم"توجهوا إلى القاهرة مباشرة لتقوم الجهات المختصة بإجراء التحقيقات اللازمة معهم، والتي غالباً ما تدور حول كيفية وصولهم إلى سيناء ودخولهم إسرائيل والهدف من ذلك". وكانت القاهرة أعلنت قبل نحو عشرة أيام أنها أبلغت تل أبيب رسمياً أنها"غير ملزمة باستقبال أي مواطن غير مصري كان تسلل إلى إسرائيل بطريقة غير شرعية". وقالت وزارة الخارجية في بيان إن مصر"لم توافق على إعادة استقبال الأفراد الذين سبق وتسللوا إلى إسرائيل عبر الحدود، خلافاً لما تناقلته بعض وسائل الإعلام". وشددت على حقها"المكفول وفقاً للقوانين المحلية والمواثيق الدولية ذات الصلة، في استخدام القوة لوقف عمليات التسلل غير القانونية عبر الحدود". وكان مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت أعلن أن الرئيس المصري حسني مبارك اتفق مع أولمرت خلال لقائهما في شرم الشيخ أخيراً على عودة المتسللين الأفارقة إلى مصر. وفي سياق مواز رويترز قالت إسرائيل أمس إنها ستعيد من يتسلل من لاجئي دارفور، لكنها ستسمح لنحو 500 لاجئ من الإقليم موجودين فيها بالبقاء، بعدما أعلنت الشهر الماضي أنها ستستقبل عدداً قليلاً من لاجئي دارفور. وقال الناطق باسم الحكومة الإسرائيلية ديفيد بيكر إن من سُلّموا إلى مصر أمس ليسوا من دارفور، لكنه أشار إلى أن سياسة إسرائيل هي أن"أي شخص يدخل بطريق غير قانوني من مصر سيعاد إلى هناك". وأضاف أن هناك 500 مهاجر من دارفور ستسمح لهم الحكومة الإسرائيلية"بالبقاء لأسباب إنسانية". وسُئل عما سيحدث إذا ضبطت إسرائيل لاجئاً من دارفور على الحدود، فأجاب:"سيعاد إلى مصر".