اعلن امس وزير الداخلية السوداني الزبير بشير طه أن ثلاثة آلاف سوداني لجأوا إلى إسرائيل تسللاً عبر الأراضي المصرية. وتوعد هؤلاء باتخاذ إجراءات ضدهم في حال عودتهم إلى البلاد، متهما الحكومة الإسرائيلية بتشجيع المتسللين إليها وتسويق المشكلة إعلامياً للإساءة إلى صورة بلاده. وكانت الشرطة المصرية أحبطت الأسبوع الماضي عدداً من محاولات تسلل لاجئين سودانيين إلى إسرائيل، بعد اتفاق أعلنه مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت على إعادة المتسللين إلى مصر،"باستثناء مجموعة صغيرة من لاجئي دارفور"تعهدت الدولة العبرية مساعدتهم. وقال طه، في تصريحات للصحافيين، إن 40 في المئة من اللاجئين السودانيين إلى إسرائيل من جنوب البلاد، و35 في المئة من دارفور و25 في المئة من منطقة جبال النوبة، مشيرا الى أن وزارته بدأت بدراسة ظاهرة هجرة السودانيين إلى إسرائيل وإجراء عمليات مسح لتحديد هوياتهم وأعمالهم وتوزيعاتهم النوعية ودوافع بقائهم في مصر لفترات طويلة قبل العبور منها إلى إسرائيل. وأكد وجود تنسيق مع القاهرة في هذا الشأن. وتساءل:"هل أصبح الدخول إلى مصر خشبة قفز إلى اسرائيل وأوروبا؟". ووعد بإجراءات قانونية في مواجهة العائدين من إسرائيل. وأضاف أن"القوانين تطال أي مخالف. والدستور يعطي كل سوداني الحق في العودة إلى البلاد من دون عوائق"، مشيراً إلى أن المعلومات الأولية التي تلقتها وزارته حول الظاهرة"مربكة جداً". ورأى أن هؤلاء الأشخاص"لم تتضح وجهتهم، وهل يريدون اتخاذ إسرائيل معبراً إلى أوروبا وأميركا... إنهم لا يعلمون شيئاً عن إسرائيل". واتهم طه الحكومة الإسرائيلية بتسويق مشكلة اللاجئين السودانيين إعلامياً"بغرض مزيد من الإساءة إلى سمعة السودان". وقال إنه متأكد من أن إسرائيل تشجع هذه الظاهرة لخلق"ميلودراما"، مؤكداً أن هناك شركات تعمل في تجارة الأشخاص"ضالعة في صناعة الحروب حتى تجبر قطاعات واسعة من السكان على الهجرة من بلادهم ليكونوا فريسة رخيصة لمن يستثمرها"، لافتاً إلى أنه"على علم بأن أموالاً تدفع للإساءة إلى سمعة البلاد".