فقدت أسواق المال الإماراتية 9.5 بليون درهم 2.6 بليون دولار أمس بعد موجة بيع قادها مستثمرون أجانب، متأثرين بهبوط أسواق المال في الولاياتالمتحدة وأوروبا وآسيا. وتراجعت قيمة الشركات في سوقي أبو ظبي ودبي الماليتين من 596.5 بليون درهم إلى 587.1 بليون. وزاد من حجم الخسائر، في رأي المحللين الماليين، تراجع الشراء من جانب المستثمرين في الإمارات، بسبب سفرهم خارج الدولة في موسم إجازة الصيف. وخفض مؤشر سوق الإمارات المالية في جلسة أمس 1.57 في المئة، ليغلق على 4416.59 نقطة بعد تداول نحو 0.31 بليون سهم بقيمة إجمالية بلغت 1.08 بليون درهم. وكانت الخسارة الأكبر في سوق دبي المالية التي فقد مؤشرها 1.89 في المئة، على خلفية النسبة العالية التي يمثلها المستثمرون الأجانب من حجم التداولات اليومية والتي تتجاوز 44 في المئة، في حين لم تتأثر أسواق المال في دول الخليج الأخرى بصفة عامة، بسبب عدم وجود ما يسميه المحللون الماليون"أموالاً ساخنة"، وهي أموال تهرب في العادة لمجرد حدوث أي توتر في أي مكان في العالم. وأغلقت الأسهم الأميركية الجمعة الماضي على خفض حاد، ومني مؤشر"ستاندرد أند بورز"بأسوأ تراجع له في أسبوع واحد. وخسر مؤشر"داو جونز"الصناعي لأسهم الشركات الأميركية نحو خمسة في المئة من قيمته خلال الأسبوع الماضي، مع استمرار المخاوف في شأن تدهور مناخ تمويل عمليات الاستحواذ، وتراجع السوق العقارية. ولاحظ المحلل المالي في"شعاع كابيتال"هيثم عرابي ان عمليات البيع تمت في بداية جلسة أمس على أسهم شركة"إعمار العقارية"، التي توصف بأنها المحرك الرئيس لأسواق الأسهم الإماراتية، مما انعكس على بقية أسهم الشركات في السوقين،"خصوصاً ان عملية التسييل جاءت في وقت خفت القوة الداعمة للسوق التي تمثل المستثمرين". واستبعد محللون اقتصاديون ان يستمر تأثر البورصة الإماراتية بالهبوط الكبير في أسواق المال العالمية، حين يتيقن المستثمرون الأجانب ان الاقتصاد الإماراتي"محصن"من التأثر بالاقتصاد العالمي، وان البلد ينعم بسيولة عالية بفعل الارتفاع القياسي لأسعار النفط، فضلاً عن ان قطاعها العقاري يعيش مرحلة زخم لم يشهدها من قبل. وأكد هؤلاء ان أسعار الأسهم في الإمارات تعتبر مغرية للمستثمرين المحليين والأجانب، ما يجنبها مزيداً من الهبوط، بعكس أسعار الأسهم الأميركية التي وصلت إلى مستويات مبالغ فيها. وتوقع المحللون الاقتصاديون ان تعود السيولة التي استثمرها الإماراتيون في أسواق المال الأميركية والآسيوية خلال الفترة الماضية، ليتم ضخها في أسواق المال المحلية التي باتت مغرية للشراء اكثر من أي وقت. وأشاروا إلى الأموال العربية التي عادت بعد انهيار أسهم"دوت كوم"في الولاياتالمتحدة الأميركية مطلع هذا العقد، وأدت إلى انتعاش أسواق الأسهم المحلية.