يلتقي قادة الولاياتالمتحدة والمكسيك وكندا في العشرين والحادي والعشرين من آب أغسطس في مونتبيلو بمقاطعة كيبيك، في قمة أميركا الشمالية التي تثير المخاوف وتتهمها تظاهرات معادية بأن لها مخططات سوداً. وسيكون الرئيسان الأميركي جورج بوش والمكسيكي فيليب كالديرون ضيفي رئيس الوزراء الكندي ستيفن هاربر، في قصر مونتبيلو الفخم بين أوتاوا ومونتريال، والذي فرض حوله لهذه المناسبة طوق أمني مشدد وأحيط بسياج ارتفاعه ثلاثة أمتار. وقال ناطق باسم البيت الأبيض إن"الرئيس سيتوجه إلى كندا ليبحث مع جيرانه في أميركا الشمالية سبل جعل القارة أكثر أمناً ورخاء". لكن منظمات غير حكومية، من بينها الفرع الكندي لمنظمة العفو الدولية، وجمعيات مدنية وتنظيمات نقابية، تتهم مشروع الشراكة للأمن والرخاء الذي أطلقته الدول الثلاث في آذار مارس 2005 بأن أهدافه"بوليسية وعسكرية"، منددين بعدم شفافية اجتماعات هذه الشراكة. وتتساءل هذه المنظمات:"لماذا كل هذه الحواجز والأطواق الأمنية إذا كان يفترض بالشراكة من أجل الرخاء أن تكون لخير الجميع؟"مطالبين ب"مناقشة عامة لمشروع الاندماج القاري". وأعلنت مجموعات مناهضة للرأسمالية والعولمة عزمها التظاهر في أقرب مكان ممكن من موقع عقد القمة. وقالت صوفي شون، الناطقة باسم إحدى هذه المنظمات"أوقفوا الإمبراطورية"إن"الشراكة من أجل الرخاء هي بالنسبة إلينا خليط من الإجراءات الليبرالية الجديدة لاتفاق ألينا للتجارة الحرة في أميركا الشمالية وخطاب هيستيري عن الأمن". ومن المقرر عقد قمة موازية تضم جامعيين وسياسيين في أوتاوا. وقال مسؤول كندي كبير:"من حق المحتجين الإعلان عن مواقفهم"مشيراً إلى أن سيكون باستطاعتهم الوصول إلى موقعين قريبين من مونتبيلو وأن من الممكن أن يستمع إليهم المشاركون في القمة... ولكن من خلال الفيديو. وخلال محادثاتهم الثلاثية، سيبحث القادة ملفات أميركا الشمالية: الحدود والهجرة وتعزيز القدرة التنافسية أو التعاون في مواجهة وباء إنفلونزا محتمل. كما سيجرون مباحثات ثنائية. وفي قضايا الساعة، سيبحث اللقاء أزمة أسواق البورصة العالمية الناجمة عن القروض العقارية العالية المخاطر في الولاياتالمتحدة، إضافة إلى مشكلة نوعية المنتجات المستوردة بعد الضجة التي أثارها سحب ملايين الألعاب الصينية الصنع من الأسواق. ويأتي الرئيس المكسيكي بوضع جديد، بعد أن خطى خطوة نحو اليسار في أميركا اللاتينية بإعادة العلاقات الديبلوماسية على أعلى مستوى مع نظام هوغو تشافيز الفنزويلي، ومع أيضاً الأمل في تحقيق تقدم بشأن العديد من الملفات ومن بينها مكافحة تهريب المخدرات. وسيمدد كالديرون زيارته إلى كندا حيث سيبحث ملف الهجرة في لقاء ثنائي مع هاربر. وبالنسبة إلى بوش وهاربر، فمن المقرر أن يبحثا معاً، وفقاً لمسؤول كندي، موضوع القطب الشمالي الذي عاد إلى الواجهة بسبب البعثة الروسية الأخيرة التي نصبت علماً روسياً عليه.