حذّر مراقبون محليون في مدينة النجف، التي تضم مقار القيادات الدينية الشيعية، من حدوث فوضى امنية عارمة على خلفية حملة اعتقالات ومداهمات ضد انصار الزعيم الشيعي مقتدى الصدر فيما تظاهر الاف من انصاره امس في عدد من المدن احتجاجا على استهدافهم اميركياً. وجابت التظاهرات الشارع الرئيسي في النجف بين جامع الزهراء وساحة ثورة العشرين وصولاً الى المدينة القديمة حيث منازل ومكاتب المراجع الدينيين الكبار. واستنكر المتظاهرون الاعتقالات التي تطال عناصر التيار ورفعوا صور السيد مقتدى واحرقوا العلم الاميركي ورددوا شعارت تهدد بإسقاط الحكومة وتدين رئيس الوزراء نوري المالكي. وكان مدير مكتب الصدر في النجف الشيخ احمد الشيباني دعا مساء الثلثاء"الجماهير الصدرية في النجف الى التظاهر والتنديد باعتقال القوات الاميركية بعض قياديي التيار الصدري والانصار". وتشهد مدينة النجف 160 كلم جنوببغداد عمليات دهم واعتقالات شبه يومية تستهدف عناصر"جيش المهدي"وقياديي التيار الصدري. واستهدفت الاعتقالات الاخيرة الشيخ ابو ريسان الحسناوي رئيس الديوان العشائري الحوزوي التابع للتيار الصدري وسط مدينة النجف. واكد المكتب الإعلامي التابع للتيار الصدري في النجف ان قوات مشتركة داهمت ظهر الثلثاء مقر الديوان في منطقة شارع المثنى وسط المدينة. وهذا الحادث هو الثالث في النجف خلال اسبوع وسبق للقوات الأميركية ان اعتقلت القياديين في التيار الصدري فؤاد الطرفي وعماد الحسناوي. وقال الباحث الاكاديمي عماد محي الدين ل"الحياة":"ان جيش المهدي مسلح ومنظم ولديه قيادات ويملك اعداداً كبيرة من المقاتلين ولا يمكن نجاح المجابهة المباشرة معه". واشار الى ان"النجف كانت مدينة آمنة لكن في الفترة الاخيرة، وبسبب موجة الاعتقالات ضد تيار الصدر، حدث ارباك في المحيط الاداري للمدينة الذي يشهد عمليات اغتيال منظمة". وتشهد النجف يومياً مقتل عدد من عناصر الشرطة المحلية والموظفين المحليين ومن كان يعمل مع قوات التحالف كمترجم وغيره ضمن عمليات اغتيالات منظمة تديرها جهات غير معروفة فيما تشير اصابع الاتهام الى"جيش المهدي". وقال مصدر امني ل"الحياة"ان المسلحين اللذين اغتالا مساء الثلثاء محمد عبد المنعم، أحد العاملين في مكتب العمليات المشتركة التابع للإدارة المدنية، دخلا بدراجتيهما الى حي الرحمة الذي يقطنه بالكامل انصار الصدر.