احتفلت الهند أمس، بالذكرى الستين لاستقلالها، وسط اشادة السلطات بانتشار الديموقراطية وزيادة النمو الاقتصادي، في مقابل التذكير بالتحديات الضخمة التي ما زالت تواجهها، خصوصاً في مجال تطوير القطاع الزراعي. وفي نيودلهي حيث انتشر 70 الف عنصر من قوات الامن بعد تهديدات نسبت الى تنظيم"القاعدة"وحركات التمرد الداخلية، أكد رئيس الوزراء مانموهان سينغ في كلمة ألقاها من سور الحصن الاحمر المنغولي الذي يعود الى القرن السابع عشر، انه يفتخر ب"نجاح الديموقراطية العلمانية في امة يتجاوز عدد سكانها بليون نسمة، وتضم تنوعاً هائلاً". وأشادت الصحف بالهند"الحرة والديموقراطية والمزدهرة اقتصادياً". وعنونت صحيفة"تايمز اوف اينديا"ان الهند"اكثر اثارة في الستين من عمرها". وتحلم الهند بالتحول الى دولة عظمى في المستقبل، ويعزز هذا الطموح توقعات المصارف الاجنبية التي ترى ان الهند ستصبح ثالث قوة اقتصادية في العالم عام 2025، وتتقدم على اليابان. كما تحلم الهند في ان تحتل المرتبة الاولى عام 2050. ويتخطى اجمالي الناتج المحلي للهند ألف بليون دولار، ما يجعلها القوة الاقتصادية ال11 في العالم. وتجاوزت نسبة نموها 9،4 في المئة، وهي الثانية الاعلى في العالم بعد الصين. ووعد سينغ بأن"الافضل سيأتي في المستقبل"، معبراً عن موجة التفاؤل السائدة في البلاد منذ سنتين او ثلاث،"لكن نحتاج الى عقد من العمل والنمو الدائم على الاقل لتحقيق احلامنا"، محذراً من"الإفراط في الثقة باعتبار الهند ما زالت بطلة البؤس وعدم المساواة الاجتماعية"، وكذلك من كل الآفات الاجتماعية التي ترافق عادة التخلف الاجتماعي، وهي الفقر وسوء التغذية والبطالة والازمة الزراعية والتمرد والعنف المذهبي او الطبقي. ويتقاضى تسعة من عشرة عمال اقل من نصف دولار يومياً، علما ان عدد العمال في الهند يبلغ 457 مليون نسمة. وتعاني نسبة 46 في المئة من الاطفال دون الثلاث سنوات من سوء التغذية، ما حتم وصف سينغ هذا الواقع ب"العار"، في حين يبلغ معدل الامية 60 في المئة. ولا يملك 78 في المئة من الهنود مراحيض، كما تضم الهند اكبر عدد من الاشخاص الذين يحملون فيروس نقص المناعة المكتسبة"ايدز". ويحتل العملاق الآسيوي المرتبة 126 في العالم في مؤشر التنمية البشرية. وتقر السلطات بأن الطرق والمطارات والمرافئ وسكك الحديد وشبكات التيار الكهربائي في وضع يرثى له. ويواجه قطاع الزراعة الذي يمثل نسبة 20 في المئة من اجمالي الناتج المحلي ويعتاش منها ثلثا السكان، الازمات الاكبر، وأهمها استيراد الحبوب لتأمين لقمة عيش سكانها البالغ عددهم 1، 1 بليون نسمة، في وقت تعتبر المنتجة الثانية للقمح في العالم. وأكد سينغ ان السلطات ستؤمن مساعدة بقيمة ستة بلايين دولار لزيادة الانتاج الزراعي ورفع معيشة الفلاحين الذين يشكلون دعامة الهند، علماً ان آلاف مزارعي القطن انتحروا في السنوات الاخيرة. وأيضاً، وعد سينغ بمزيد من المساعدات في مجالي التربية والصحة.