نيودلهي - أ ف ب، رويترز - وعد رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ في الذكرى ال62 لاستقلال الهند أمس، ببذل كل ما في وسعه «لاستئصال الإرهاب» من اراضي بلاده، وذلك بعد اقل من سنة على هجمات بومباي التي اسفرت عن سقوط 188 شخصاً.واكد سينغ، في خطاب القاه من القلعة الحمراء المغولية في نيودلهي، ان السلطات شددت اجراءات الأمن بعد هجمات بومباي في تشرين الثاني (نوفمبر) 2008. وقال: «سننجح في استئصال الارهاب من اراضينا»، علماً ان الهند والولايات المتحدة وبريطانيا تتهم جماعة «عسكر طيبة» الاسلامية الباكستانية المتطرفة بتنفيذ هجمات بومباي، واجهزة الاستخبارات العسكرية الباكستانية بالتواطؤ معها. واقرت اسلام اباد بأن المؤامرة حيكت «جزئياً» على اراضيها، واعتقلت مشبوهين في تورطهم فيها، وقررت محاكمتهم قريباً. وفيما جرى تشديد اجراءات الأمن في أنحاء الهند مع تنامي التوترات مع باكستان المجاورة بسبب هجمات بومباي، أكد سينغ أن عملية السلام بين الجارتين اللتين تتمتعان بقدرات نووية ما زالت معلقة، «لكن الهند تريد العيش مع جارتها بسلام ووئام». وتعهد رئيس الوزراء الهندي ايضاً القضاء على حركة التمرد الماوية التي تنشط في نصف مناطق البلاد تقريباً، وقال: «اولئك الذين يظنون انهم يستطيعون ان يحكموا بحد السلاح يستهترون بقوة الديموقراطية الهندية». وتشهد 15 من اصل 35 ولاية هندية تتوزع على ممر من الشرق الى الجنوب الشرقي، جيوب تمرد ماوية منذ عام 1967. اقتصادياً، اعلن سينغ ان العودة إلى معدل نمو مرتفع تمثل أكبر تحد يواجه الهند، متوقعاً تحسن الاقتصاد مع نهاية السنة. وقال: «إعادة معدل نمونا إلى تسعة في المئة هو التحدي الاكبر لنا»، علماً ان مستشاراً كبيراً في الحكومة رجح الاسبوع الماضي نمو اقتصاد الهند بمعدل يتراوح بين 6.5 و7 في المئة في السنة المالية الممتدة حتى مارس آذار (مارس) 2010، ما يجعله يضاهي معدل النمو في السنة المالية 2008-2009، وهو 6.7 في المئة ويقل عن نسبة النمو في السنوات الثلاث الماضية، وهي تسعة في المئة أو أكثر. وتراجعت الامطار الموسمية في الهند، ثالث أكبر اقتصاد في آسيا، عن معدلها بنسبة 29 في المئة، ما أثار مخاوف من تراجع الانتاج الزراعي وحدوث تضخم. ويقول اقتصاديون إن «فقر موسم الامطار الموسمية قد يؤدي إلى تقليص النمو نحو نقطتين». واعلن سينغ ان بلاده تملك مخزونات كافية من الحبوب، وان الحكومة ستحافظ على أسعار الغذاء، «علماً اننا نسعى الى تحقيق نمو سنوي بنسبة أربعة في المئة في قطاع الزراعة، وأنني واثق من أن هذا الهدف سيتحقق خلال السنوات الخمس المقبلة». ودعا سينغ الذي يقود ائتلاف «حزب المؤتمر» لفترة ثانية بعد فوزه بالانتخابات التي اجريت في آيار (مايو) الماضي إلى الهدوء في مواجهة فيروس انفلونزا الخنازير (أي اتش1 ان1) الذي قلص احتفالات الهند بالعيد ال62 لاستقلالها عن الحكم البريطاني.