شهد مقر رئيس المجلس النيابي نبيه بري في عين التينة أمس، سلسة لقاءات، أبرزها زيارة المرشحين لرئاسة الجمهورية النائبين بطرس حرب وروبير غانم، وزيارة النائب ميشال المر. وشدد حرب على ضرورة حصول انتخابات رئاسة الجمهورية"ضمن المهل الدستورية وفي جو يمكن أن نتوافق فيه كلبنانيين على مواصفات الرئيس ليكون جامعاً"، وقال:"إذا استطعنا الوصول إلى المرحلة بالطريقة التي يقترحها ويراها بري إذا ما كتب لها النجاح، فيمكن أن تساهم بصورة فاعلة في إيجاد المخرج وفي التوافق على كيفية إجراء هذه الانتخابات بما يعود بالخير على لبنان". وأبلغ حرب بري أنه على مشارف إعلان ترشحه لرئاسة الجمهورية، مؤكداً تمسكه بپ"العودة إلى المؤسسة الدستورية الأم وهي مجلس النواب كي أعلن ترشحي منه". واشار الى أن بري وافق على طلبه أن"يوعز إلى المسؤولين في المجلس بتوفير القاعة التي سأعلن منها بيان ترشحي في الأسبوع الأخير من الشهر الجاري"، معتبراً أنها"خطوة جيدة ومبشرة للبنانيين بأن المجلس النيابي هو في قلب المعادلة وفي قلب الاستحقاق". وعما إذا كان مرشحاً توافقياً أو عن قوى 14 آذار، أجاب حرب:"المرحلة المقبلة تستدعي أن يكون رئيس الجمهورية قادراً على التعاطي مع كل الأطراف السياسيين في لبنان في شكل يؤدي إلى جمعهم حول مشروع موحد لإنقاذ لبنان. ولا اعتقد بأن أي مشروع مرشح يطرح وكأنه مشروع تحد لفريق من اللبنانيين، أياً كان هذا الفريق، يمكن أن يصلح للمرحلة المقبلة، فلبنان لا يقوم على التحدي، ولا على فريق يغلب فريقاً آخر، بل على التوافق والتفاهم"، وقال:"اذا ما منحت الفرصة وانتخبت رئيساً فسأتصرف على هذا الأساس". وحول تهديد النائب وليد جنبلاط بالإعدام السياسي والمعنوي لأي خائن في صفوف فريق الموالاة يقبل بتسوية في موضوع الاستحقاق الرئاسي، أوضح حرب أن"لكل رجل سياسي وسائل تعبير عن موقف ما، وما فهمت من موقف الصديق وليد جنبلاط ان هناك مبادئ أساسية لا تصلح للمساومة ولم يحكم سلبا على إمكان التوافق على رئيس يحمل مبادئ وطنية وثوابت يؤمن بها كل اللبنانيين ويسعى الى العمل من خلالها على توحيد اللبنانيين. هذا هو المشروع الذي أسعى أنا شخصياً الى طرحه. ولا اعتقد ان هذا المشروع يتناقض مع الكلام الذي قاله جنبلاط او غيره من السياسيين". وعن الكلام عن ترشح قائد الجيش العماد ميشال سليمان للرئاسة، قال حرب:"لكل حادث حديث، أنا لدي موقف مبدئي، العماد سليمان صديق وأحترمه وأعتقد بأنه كقائد جيش يقوم بلعب دور مهم ولا بد لنا جميعاً كلبنانيين، من اي موقع كنا، ان نقف الى جانبه والى جانب الجيش من اجل القيام بمهماته الأمنية. أما في حال كان هناك طرح لتعديل الدستور، وطبعاً انتخاب العماد سليمان أو حاكم مصرف لبنان يستدعي تعديلاً دستورياً، أنا لا أوافق على تعديل الدستور لا لظرف ما ولا لشخص ما، مع تقديري واحترامي ومحبتي لكل التضحيات التي يبذلها العماد سليمان في مهماته كقائد للجيش. وإذا ما تم طرح هذا الأمر فلا يعني انه قد يؤثر في ترشحي شخصياً". وأكد حرب ان"بري سينتقل الى مرحلة اكثر تحركاً في المرحلة المقبلة وسيباشر اتصالاته اللازمة، وعلى رأس القائمة التي سيجري اتصالات معها البطريرك الماروني نصر الله صفير". ثم استقبل بري النائب غانم الذي قال:"اذا فقدنا الديموقراطية التوافقية نفقد مبرر وجود لبنان". وأكد أن"لا افتتاح للدورة وللجلسة الخاصة بانتخاب رئيس الجمهورية الا بحضور الثلثين من أعضاء مجلس النواب الأحياء. ولا بدء بالدورة الأولى الا بحضور الثلثين. أما الدورة الثانية او الثالثة للاقتراع فتكون في حضور الاكثرية اي النصف زائداً واحداً من أعضاء مجلس النواب. هذه الخلاصة التي صدرت عن هيئة تحديث القوانين"، لافتاً إلى أن لدى بري"هاجساً أن هذا الاستحقاق الذي يعتبر ركيزة لتداول السلطة التي تعتبر بدورها ركيزة للديموقراطية في لبنان يجب ان نصل اليه بهدوء وان نمر به لأنه بداية الحل في لبنان". وجدد غانم التذكير أنه ترشح عام 2004،"وكنت من الأوائل الذين ترشحوا على اساس برنامج معين، وهذا البرنامج أعدت صوغه منذ عام 2004 وحتى اليوم". وبعد الظهر، استقبل بري النائب المر الذي أوضح أن"الزيارة تأتي في اطار العودة الى الاتصالات التي كانت تجري لحل المشكلة الكبرى في البلد بعد الانقطاع خلال انتخابات المتن"، مؤكداً أن"بري هو صمام الأمان ومحور هذه الاتصالات". وقال:"اتصالات الحوار مع الأفرقاء للوصول الى حل لأزمة البلد وهي أهم من انتخابات المتن"، مشيراً الى أنه اطلع من بري على الاتصالات التي قام بها وپ"خلال أسبوع ينتظر بري أجوبة، وأنا سأتابع اتصالاتي داخلياً، وسنعود لنلتقي بعد توفير أجوبة معينة واتصالات أقوم بها مع بعض المسؤولين"، وأعلن أنه سيزور البطريرك صفير ورئيس تكتل"التغيير والإصلاح"ميشال عون"حتى نستطيع إنضاج الحل اذا ما توافر طرح معين ومحدد". من جهة أخرى، تلقى بري اتصالاً من وزير الخارجية الاسباني ميغل انخيل موراتينوس تداولا خلاله في المبادرة الفرنسية والاسبانية والمساعي المبذولة لمساعدة اللبنانيين على التوافق.