طالب عضو البرلمان الباكستاني السابق والزعيم القبلي، ملك فضل المنان، في كلمته أمام "الجيركا" الباكستانية - الأفغانية المشتركة في كابول، القوات الغربية بالرحيل عن أفغانستان، على أن تحل محلها قوة سلام اسلامية. وقال في كلمته:"لا حاجة لقوات الناتو في أفغانستان، علينا احضار جنود من دول اسلامية". والمثير في الأمر أن عضواً أفغانياً في الجيركا، هو محمد رحمن أوغلو، طالب بإخراج الإرهابيين الأجانب من الأراضي الباكستانية المحاذية لأفغانستان. فكل طرف طالب الطرف الآخر بالتخلص من أجانبه. وفي الوقت نفسه، لا يجهل أحد أن"القاعدة"وطالبان، حال مغادرة قوات"الناتو"وپ"الإيساف"والقوات الأميركية الأراضي الأفغانية، على أتم الأهبة للاستيلاء عليها. وعلى هذا، فما مصير أفغانستان اذا انسحبت منها القوات الأجنبية المفوضة بقرارات الأممالمتحدة؟ وهل يتمكن الجيش الأفغاني، ويبلغ بالكاد عديده 35 ألف جندي، ويفتقر الى التجهيز بعدما حطمه المجاهدون في التسعينات، من التصدي للمتسللين عبر باكستان؟ واذا كانت القوات الأميركية وقوات"الناتو"تتعثر في التصدي لباشتون هلمند وأوروزجان وزابول وقندهار، وپ"طالبان"فيها، فما بالك بالتصدي الحكومي لغزو من ولايات بكتيا وكونار وبكتيكا خوست، المحاذية لمناطق القبائل الباكستانية؟ ومعظم المعلقين في باكستان يحتجون بأن وجود القوات الأجنبية في أفغانستان يعوق إحلال السلام في البلد الجار، ولكن أحداً لا يتناول تأثير انسحاب هذه القوات في أمن باكستان. وآراء الزعيم القبلي في الجيركا رددت صدى آراء شائعة في باكستان تذهب الى ان"الناتو"فشل في أفغانستان، ويعرقل حلاً سلمياً يمكن الغالبية الباشتونية من تسلم السلطة. والغالبية يميلون الى قوات سلام اسلامية تحل محل قوات"الناتو". وفيما يعود الى استبدال قوات"الناتو"بقوات اسلامية، فإن موقف باكستان سلبي الى حد الجريمة. فلو اتخذ القرار في منظمة المؤتمر الإسلامي، فمن هي الدول التي قد تغامر بالذهاب الى أفغانستان من دون أن تفجّر حرباً دينية؟"الناتو"في أفغانستان يروق لإيران وأوزبكستان والهند. والقوات الإسلامية في أفغانستان يجب ألا يشارك فيها جنود عرب، وإلا استعملت ايران حق النقض. واذا كان الجنود من الدول الإسلامية من السنّة، فهل يغامرون بالمرابطة في مناطق الشيعة؟ وعلى هذا، لماذا يستحيل ارسال قوات اسلامية الى العراق؟ وپ"القاعدة"تبحث عن مقر آمن، وهي تتوق الى امتلاك السلاح النووي. وليس سراً أن قوات"القاعدة"وطالبان متحدة في مناطق القبائل الباكستانية. وحاولت"القاعدة"النفاذ الى الصومال، فمنعتها الولاياتالمتحدة، وتصدى لها جيران الصومال. وحاولت اقامة قاعدة صلبة لها في العراق، ولكن الميليشيات الشيعية قوية هناك. وعليه، فباكستان هي مكان التخفي الآمن. واذا رحل"الناتو"من أفغانستان وسع"القاعدة"بلوغ اسلام أباد بقوة كبيرة، واستطاعت اقامة حكومة مثل تلك العاملة في اقليم الحدود. وفي النهاية، قد تملك أسلحة نووية. وهذا ما ينبغي ألا يقبله مواطن باكستاني عاقل، أياً كان. عن افتتاحية "دايلي تايمز" الباكستانية، 13/8/2007