واصل الجيش اللبناني أمس, ضغطه العسكري بوتيرة تصاعدية على مسلحي تنظيم "فتح الاسلام" في مخيم نهير البارد وأفيد عن تقدم سجلته وحداته في شكل ملحوظ على محاور عدة، لا سيما عبر سوق الخضار الى الجهة الجنوبية الغربية من المخيم وكذلك عبر حي المهجرين الى الجهة الشمالية الغربية من المخيم بعدما كان الجيش احكم سيطرته التامة على طول الشارع الرئيسي للمخيم القديم والواجهة البحرية بأكملها من مدارس"الاونروا"وحتى المدخل الجنوبي للمخيم. وكان قائد الجيش العماد ميشال سليمان تفقد ميدانياً بعد الظهر سير العمليات العسكرية في المخيم واطلع على أوضاع الوحدات العسكرية وحاجاتها. وأفاد مراسل وكالة"فرانس برس"ان الجيش أحرق أبنية عدة على اطراف المربع الاخير الذي لا يزال المسلحون يتحصنون فيه داخل المخيم. وأكد ناطق باسم الجيش للوكالة ان"ابنية عدة تم تدميرها بمختلف الوسائل لتفجير الألغام والعبوات الناسفة"التي يمكن ان تكون زرعت داخلها. وقال ضابط لبناني طالباً عدم الكشف عن اسمه ان روائح كريهة تنبعث من ارض المعركة بسبب تعفن جثث المسلحين في المكان. وأوضح مصدر طبي للوكالة ان الكثير من العسكريين اللبنانيين أصيبوا بحالات تقيؤ بسبب الروائح الكريهة ونقلوا الى المستشفيات. وعملت وحدات الجيش على تدعيم وتدشيم المواقع التي تمكنت من السيطرة عليها إثر المعارك الضارية التي حصلت اول من امس, فيما أزالت وحدات من فوج الهندسة او فجرت ألغاماً من داخل الازقة ومداخل الابنية التي سيطر عليها الجيش. وشاركت اربعة زوارق حربية تابعة لبحرية الجيش اللبناني في العمليات العسكرية، وشوهد زورقان يطلقان النار باتجاه مواقع المسلحين في أحياء الدامون وسعسع والغوارنة. وقال مراسل وكالة"فرانس برس"ان مروحيتين قتاليتين من طراز"غازيل"حلقتا فوق المخيم وأطلقت احداهما النيران مرات عدة فيما كانت تجري معارك عنيفة على الارض بين الجنود والمسلحين. النازحون وعقدت قيادة"المقاومة واللجان الشعبية الفلسطينية"في المخيم اجتماعاً طارئاً في البداوي ناقشت فيه اوضاع النازحين وانعكاس ذلك على الحال الاجتماعية والنفسية عليهم، وناقشت البيانات التي تم اصدارها بأسماء مختلفة. وأصدرت"القيادة واللجان الشعبية"بياناً اكدت فيه انها هي"المرجعية لأبناء شعبنا في منطقة الشمال"، وطالبت اونروا ب"الاسراع في استئجار عقارات على تخوم مخيم نهر البارد لطمأنة ابناء شعبنا بأن عودتهم اكيدة الى المخيم، والتعجيل بإقامة السكن الموقت واللائق في محيط مخيم البداوي ضمن رؤية المقاومة للحفاظ على النسيج الاجتماعي والوطني لأبناء شعبنا ولإنقاذ العام الدراسي 2007 2008". وأكدت رفضها"صيغة استمارة تبيان الوضع"، وطالبت بإلغاء الاستمارات التي تم تسليمها للاونروا وضرورة الاخذ بالملاحظات التي تم تقديمها لمدير الطوارئ في الاونروا". وقررت قيادة"المقاومة واللجان الشعبية الفلسطينية"الدعوة لعقد اجتماع موسع ل"الفاعليات الوطنية وممثلي الاتحادات والروابط والنقابات المهنية والاندية الرياضية والثقافية من ابناء مخيم نهر البارد، لتدارس قضية إعمار مخيم نهر البارد والعودة المحتمة اليه". وشكرت ابناء مخيم البداوي"على استضافتهم إخوانهم النازحين من مخيم نهر البارد". وطالبت"الاشقاء اللبنانيين حكومة وشعباً ومؤسسات عدم تحميل ابناء المخيم وزر ما ارتكبته ما يسمى ب"فتح الاسلام"من اعمال تسيء إلى شعبنا وإلى الأخوة اللبنانيين، ونؤكد على الاخوة بين ابناء المخيم والجوار". رفض دفن أبو هريرة الى ذلك، رفض أهالي باب التبانة في طرابلس دفن جثة المسؤول الثاني في تنظيم"فتح الإسلام"أبو هريرة في جبانتها بعدما رفضت بلدته مشمش في عكار دفنه فيها، وهو كان قتل على يد عناصر من قوى الأمن الداخلي في طرابلس. ونفذ الأهالي اعتصاماً رفضوا فيه دفن"أبو هريرة"الى جانب جثامين شهداء الجيش الذين قضوا في مواجهة مسلحي هذا التنظيم، ورأوا أن من قتل هؤلاء الأبرياء باسم الإسلام لا يجوز أن يدفن بين الشهداء والمسلمين. ودعوا الى دفنه في مكان آخر"احتراماً للشهداء".