هل بدأ العد العكسي لسقوط مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين في شمال لبنان في يد الجيش اللبناني؟ خصوصاً أن المعلومات المتوافرة تشير الى ان البقعة التي يوجد فيها مسلحو تنظيم"فتح الاسلام"داخل المخيم تضيق بصورة متسارعة, وان في احد محاور القتال باتت وحدات الجيش المتقدمة في اتجاهين متعاكسين يبعد بعضها من بعض، أقل من 300 متر, فيما ترددت معلومات لم يؤكدها أي مصدر فلسطيني، عن قتل"ابو هريرة"نائب رئيس التنظيم شاكر العبسي منذ السبت الماضي. وتواصلت الاشتباكات أمس على مختلف المحاور، واستعملت فيها المدفعية والأسلحة المتوسطة والخفيفة. ونعى الجيش الشهيدين المعاون ملحم سعيد المعلم والرقيب اسامة نور الدين الرفاعي. وقصفت مدفعية الجيش منذ ساعات الصباح الأولى عدداً من مصادر النار في البقعة التي يسيطر عليها المسلحون في المخيم ولا سيما في محيط"مركز الشفاء"التابع للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، الذي سيطروا عليه بعد خروج عناصر الجبهة من المخيم أخيراً، ويعتقد انهم تمكنوا من خلع ابواب ملجئه وحموا فيه عائلاتهم الذين رفضوا محاولات اخراجهم من المخيم. وتحدثت المعلومات عن أن وحدات الجيش واصلت تقدمها على الجهات الأربع لمحاور المواجهات العسكرية مع من تبقى من عناصر"فتح الاسلام"داخل المخيم القديم، الذي باتت رقعة وجودهم تضيق شيئاً فشيئاً عليهم، فيما تتركز نقطة قوتهم الأساسية في جورة الغنايمة ومتفرعاتها في اتجاه عدد من الأحياء الداخلية - الوسطية للمخيم القديم. وأفادت"الوكالة الوطنية للاعلام"الرسمية بأن العلم اللبناني رفع على مبنى قاسم عبد الرحيم على تلة كستينة في المخيم القديم وشوهدت عشرات الاعلام اللبنانية ترفرف على المباني في حي سعسع الفوقاني وحي المغاربة اللذين تمكن الجيش من إحكام السيطرة شبه التامة عليهما بعد مواجهات عنيفة استمرت طوال الليل وحتى ساعات الصباح الاولى. ولا يزال الجيش يسعى الى إحكام سيطرته على الواجهة البحرية الجنوبية للمخيم استكمالاً لوضعه في طوق أمني من وحدات الجيش التي تتقدم في هذه المنطقة على محورين: الأول من الجنوب في اتجاه الشمال عبر مصب نهر البارد صعوداً حتى الجسر الاسمنتي الذي تمت السيطرة عليه سابقاً، وتوغلت وحدات الجيش إلى الشارع الرئيسي للمخيم من الجهة الجنوبية بعد سيطرتها على مبنى الصاعقة ومحيطه في اتجاه المدافن القديمة. والمحور الثاني انطلاقاً من مدارس الأونروا من الشمال - الغربي في اتجاه الجنوب للسيطرة على امتداد الشارع العام، عند الواجهة البحرية الجنوبية في اتجاه حي سعسع التحتاني حيث بات بعض وحدات الجيش يبعد من بعضها الآخر، من الاتجاهين، أقل من 300 متر في انتظار السيطرة على التحصينات العسكرية عند شاطئ البحر، التي كانت مشغولة من الجبهة الشعبية قبل إخلائها الموقع، إضافة إلى بورة حي زعتر الذي يعتقد أن المسلحين يستخدمونها منصة لإطلاق الصواريخ في اتجاه القرى والبلدات المجاورة. وكان التطور البارز الذي سجل ليل اول من امس, تسليم المسؤول في"الجبهة الشعبية - القيادة العامة"أبو نبيل البيتم نفسه مع ثلاثة من عناصر الجبهة الى مغاوير الجيش في حي زعتر الذين تولوا نقلهم إلى إحدى الثكنات العسكرية للتحقيق معهم، ولم يتم الافراج عنهم حتى هذه اللحظة. وذكرت مصادر فلسطينية ل"الحياة"ان البيتم هو من روّج ان"ابو هريرة"قتل في المعارك. وكان موقع"لاجئ"الالكتروني نقل عن"مصادر فلسطينية مطلعة في اتصال مع الموقع ان"ابو هريرة"قتل خلال اشتباك مع الجيش السبت الماضي عند اطراف المخيم, وأنه هو المسؤول في شكل مباشر عن الجريمة التي ادت الى قتل عدد من عناصر الجيش إثر مهاجمة"فتح الاسلام"مواقع الجيش صباح الاحد في 20 أيار مايو الماضي". وأملت هذه المصادر بحسب الموقع،"ان يسهم خبر الاعلان عن قتل ابو هريرة في انهاء أزمة مخيم نهر البارد بسرعة". جريحان مدنيان وعلى رغم هذه التطورات فإن مسلحي"فتح الاسلام"تمكنوا من اطلاق صواريخ كاتيوشا وقذائف مدفعية على محيط المخيم وبلدات عكارية, وسقط صاروخ على بلدة برج العرب. وقرابة الرابعة بعد الظهر سقط صاروخ كاتيوشا على جسر عرقة القديم، وأدى انفجاره الى نشوب حريق في بساتين الزيتون في بلدة الحاكور. كما سقط صاروخان في سهل منيارة وسهل بيت حدارة نتجت منهما إصابة عامر محمد حداره وحسن الشامي بجروح طفيفة. وتثير عمليات القصف التي يتعرض لها محيط المخيم من المسلحين داخله استياء النازحين الفلسطينيين كما السكان اللبنانيين, ويخشى نازحون تحدثت"الحياة"اليهم في مخيم البداوي من"تصفية حسابات مع الفلسطينيين في ظل غياب أي اتفاقات تحكم العلاقة اللبنانية ? الفلسطينية". اعتراف... وفي تطور قضائي لافت, على ما أفادت مصادر قضائية"الحياة"فإن الموقوف من"فتح الاسلام"أحمد مرعي الذي استجوبه امس, قاضي التحقيق العسكري الاول رشيد مزهر اعترف امامه بعمليات التفجير التي كان ينوي التنظيم تنفيذها ومنها تفجير فندق"فينيسيا"والهجوم على قوات"يونيفيل"واستهداف مقرات امنية ونفق شكا.