حذر الرئيس جورج بوش رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أمس من اظهار "تساهل كبير" حيال ايران، وقال خلال مؤتمر صحافي"اذا كانت الاشارة التي يريد المالكي ارسالها بأن ايران تضطلع بدور بناء، ينبغي ان اجري نقاشاً صريحاً مع صديقي رئيس الوزراء لأنني اعتقد ان الأمر ليس على هذا النحو". وكانت ايران أكدت أمس للمالكي دعمها الكامل لسياسته الأمنية، لكنها شددت على ان انسحاب الجيش الاميركي هو السبيل الوحيد لعودة الاستقرار الى العراق. وقال مكتب المالكي، في بيان أصدره في بغداد، إن رئيس الوزراء وصف محادثاته في ايران بأنها"ناجحة"، وأضاف أن"الملف الأمني هو مصدر القلق الرئيسي بالنسبة للبلدين". راجع ص2 و3 وأكد بوش ان رسالة وجهت الى الايرانيين، عبر السفير الاميركي في العراق رايان كروكر، شددت على انه"ستكون هناك عواقب على من ينقلون ويسلمون قنابل مضادة تخترق الدروع وقنابل يدوية الصنع لقتل الاميركيين في العراق". وشدد على ان"ارسال أسلحة الى العراق له تأثير يؤدي الى زعزعة الاستقرار". في الوقت نفسه، أنهى مؤتمر"لجنة التعاون والتنسيق الأمني لدول جوار العراق"يومين من الاجتماعات في دمشق، بمشاركة مراقبين من الدول الخمس الكبرى، باتفاق على خطوات ملموسة بينها عقد اجتماع لخبراء الحدود في العراق وجواره خلال شهر، للبحث في"تفاصيل تأمين الحدود ومنع التسلل"مع التأكيد على الاسراع ب"تبادل المعلومات الامنية والاستخباراتية من خلال ضباط ارتباط او نقاط مشتركة"وفق اجراءات تشمل اقامة"خطوط ساخنة"بين مسؤولين أمنيين عراقيين وآخرين في دول الجوار. وأعلنت سورية ان قواتها تعرضت الى اعتداءات"من الطرف الآخر"قرب الحدود مع العراق ما أدى الى سقوط ستة قتلى سوريين وجرح 17 آخرين. وقالت مصادر المجتمعين ل"الحياة"إن مسؤولاً سورياً أمنياً كبيراً ابلغ المجتمعين بأن الارهاب في العراق"تجاوز كل الخطوط الحمر"، مبدياً الاستعداد للتعاون لأن الاستقرار في العراق يمتد الى دول الجوار، بعدما تحدث عن مواجهات مع ارهابيين حصلت في الأراضي السورية، ونفى الاتهامات عن وجود معسكرات تدريب لمقاتلين في الأراضي السورية، معتبراً أن هذه الاتهامات"تُسمم العلاقات مع العراق". وكان المجتمعون رفضوا، عند اقتراح تشكيل لجنة خبراء طلب رئيس الوفد الايراني المشاركة فيها باعتبار ان بلاده ليست عضواً في الجامعة، واقتصرت المشاركة على ثلاثة اطراف. وقال احد المشاركين إن الجانب السوري سلم ادارة المؤتمر الى العراقيين، لتأكيد الرغبة بنجاحه. وفي بغداد، أحيا حوالي مليوني شيعي ذكرى وفاة الإمام موسى الكاظم، سابع أئمة الشيعة، من خلال أداء مراسم الزيارة إلى ضريحه في الكاظمية شمال بغداد وسط إجراءات أمنية مشددة وحظر للتجول حالا دون وقوع أي هجوم واسع. وأكد قائد العمليات في خطة"فرض القانون"الفريق الركن عبود قنبر ل"الحياة"أن"الخطط الأمنية تسير في الشكل المطلوب ولم تسجل لدينا أي خروقات أو حوادث". وتابع:"بذلنا جهوداً مضاعفة من أجل الوصول إلى مستوى ضبط الوضع، كما هو الآن، من خلال وضع خطة استثنائية استندت بالأساس الى تعاون المواطنين، وتجنب الخلل في الخطط الامنية السابقة لهذه المناسبة وتعزيز العناصر الايجابية فيها". وفي جانب الأزمة الحكومية في العراق، قال رئيس الجمهورية جلال طالباني إن اتفاقات، تمت بينه وبين نائبه عادل عبدالمهدي والمالكي،"تصلح لتعزيز الوحدة الوطنية وتشكيل حكومة وحدة وطنية حقيقية". وشدد، خلال استقباله وفداً من شيوخ العشائر والوجهاء والاساتذة ورجال الدين برئاسة الشيخ علي الخفاجي زعيم"التجمع الاسلامي للاصلاح والسلام"في بغداد مساء الاربعاء، على ان"العراق لا يُحكم إلا بتعاون مكوناته الثلاثة الأساسية العرب الشيعة والعرب السنّة والاكراد". ولفت الى ان الجهود التي بُذلت اخيراً لحل المشاكل التي تواجهها الحكومة"أسفرت عن اتفاق يرتكز على اربعة مبادئ اساسية، يقضي الاول بتشكيل مجلس رباعي يتألف من مجلس الرئاسة الاعضاء الثلاثة اضافة الى رئيس الوزراء اطلق عليه المجلس السياسي المشترك لإدارة الدولة".