كشف مدير الدعاية والاتصالات في رئاسة الوزراء سابقاً أليستر كامبل ان رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير كان يخطط سراً للاستقالة من منصبه قبل غزو العراق ولكنه عدل عن ذلك نتيجة ضغوط الأحداث السياسية. وأعلن كامبل هذا السر في مذكراته"أعوام بلير في الحكم"التي تروي أهم الأحداث التي وقعت خلال اكثر من عقد تولى خلاله زعيم العمال السابق رئاسة الوزراء. وكان كامبل يعتبر من أوثق مساعدي بلير وكان البعض يعتبره نائب رئيس الوزراء غير الرسمي بسبب نفوذه الضخم على جهاز الحكم. وكان هناك ترقباً كبيراً ليوميات كامبل التي تصدر اليوم الاثنين والتي حصل في مقابل نشرها على أكثر من مليون جنيه استرليني. إلا ان كامبل اعترف في أحاديث صحافية انه تعمّد عدم الخوض في تفاصيل علاقة بلير مع غريمه وصديقه اللدود غوردون براون رئيس الوزراء الجديد من أجل عدم إحراجه بسبب المشاحنات الكبيرة التي كانت تسود علاقاته مع رئيس الوزراء السابق. وقال كامبل في حديث مع صحيفة"ذي صنداي تايمز"أمس، ان بلير كان يريد ان يعلن استقالته في آخر عام 2002 أي في نهاية فترة حكمه الثانية لأنه كان يتعرض خلالها لضغوط شديدة داخلية وخارجية. ومن بين هذه الضغوط التي يكشف عنها كامبل سر تعرّض السيدة شيري زوجة بلير للإجهاض بعد ان كانت حاملاً للمرة الخامسة. ولذلك فإن بلير أثار مع مساعديه خطة استقالته التي كانت ستساعده أيضاً على اتخاذ قرارات لا تلقى قبولاً من الرأي العام. وكان بلير وفقاً لهذه الخطة ينوي ان يعلن أمام المؤتمر السنوي لحزب العمال في خريف عام 2002 انه لا ينوي خوض الانتخابات التالية، وكان سيؤكد ان رئاسة الوزراء لفترتين زمنيتين فقط هي الأمر المناسب في العالم الحديث. ولكن المساعدين المحيطين ببلير أقنعوه بالعدول عن هذه الفكرة وبدأت العملية العسكرية في العراق في آذار مارس عام 2003 وذلك من دون ان يعلم الناخبون بخطة رئيس الوزراء للاستقالة مبكراً عندئذ. وأذاع كامبل أيضاً أسراراً أخرى تعتبر مثيرة ومن بينها ان الأميرة الراحلة ديانا كانت اجتمعت سراً مع بلير على مائدة العشاء بما في ذلك لقاء تم في منزل عادي في شرق لندن وذلك في منتصف التسعينات من القرن الماضي عندما كان زعيماً للمعارضة العمالية. وأضاف ان ديانا كانت تهتم كثيراً بالشؤون السياسية، وظل بلير يجري اتصالات ولقاءات سرية معها قبل مصرعها في آب أغسطس عام 1997. وفي ما يتعلق بأحداث غزو العراق، يقول كامبل انه حذّر بلير من العواقب السياسية التي ستنجم عن الحرب، إلا ان بلير كان على قناعة بأنه يفعل ما يعتبره الصواب وعلى وجه الخصوص لأن أميركا تعرضت لهجمات 11 أيلول سبتمبر 2001.