كشف أليستر كامبيل مدير الاتصالات والدعاية السابق في مكتب رئيس الوزراء البريطاني توني بلير أن شكوكاً كانت تساور جميع مساعدي الأخير ووزراء حكومته حيال غزو العراق، باستثناء بلير نفسه الذي لم يكن متردداً في اتخاذ قرار الغزو. وجاءت اعترافات كامبيل في كتاب مذكراته"أعوام بلير"الذي صدر اليوم ويحتوي على أسرار دقيقة لم يُكشف النقاب عنها سابقاً. وكان كامبيل يعتبر من أقرب مساعدي بلير، وظل الى جانبه لأكثر من 13 عاماً. وقال معاون بلير إن حال"الاعياء الجسماني"بدت على وزراء مثل جون ريد الذي كان أحد أقرب أعضاء الحكومة السابقة لبلير وكذلك جون بريسكوت نائب رئيس الوزراء السابق، قبل يوم من اقتراع مجلس العموم على قرار الحرب في آذار مارس عام 2003، وأوضح كامبيل أن ريد الذي كان وقتها رئيساً ادارياً لحزب"العمال"الحاكم قال إن"علينا أن نُدرك ونتفهم أن التاريخ سيحكم علينا بعد الاطاحة بحكم صدام حسين في العراق، وكذلك فإن الشرق الاوسط سيسجل أهمية هذا الحدث". وأفادت صحف بريطانية أن من الواضح أن كامبيل تعمد خلال هذا الكتاب أن يحذف فصولاً ووقائع مهمة من هذه المذكرات، لأنه تعهد ألا يسجل أي أحداث من شأنها الاساءة الى صديقه العزيز بلير أو الإضرار بحزب"العمال"الحاكم. وقال كامبيل في مذكراته إن أداء بلير في يوم التصويت على قرار الغزو كان رائعاً، على رغم"أننا جميعاً كانت تساورنا لحظات حادة من الشكوك، الا أن أي علامات مماثلة لم تظهر على بلير، أو انه قد نجح في اخفائها عنا. والآن ليس هناك مجال للعودة الى الوراء". وكان كامبيل نشر على موقعه الخاص على شبكة الانترنت 4500 كلمة من هذه المذكرات التي تقع في 794 صفحة، حصل في مقابلها على ما يزيد عن مليون جنيه استرليني. ودافع كامبيل عن قراره التعجيل بنشر هذا الكتاب وكذلك عن تعمده عدم نشر أي معلومات من شأنها الاساءة الى رئيس الوزراء البريطاني الجديد غوردون براون. وقال إنه لن يوفر لديفيد كاميرون زعيم حزب المحافظين المعارض فرصة ذهبية لاستخدامها ضد رئيس الوزراء الجديد، إلا أن كامبيل أقر بأن النسخة الأصلية الكاملة من مذكراته كان من الممكن أن تلحق ضرراً ببراون. إلا ان رئيس الوزراء الجديد أعرب عن ضيقه إزاء هذه المذكرات وقال انه لن يقرأها.