في وقت توجه فيه ثلاثة وزراء من حكومة الطوارئ الفلسطينية لبحث ازمة نحو ستة آلاف فلسطيني عالقين على معبر رفح الحدودي مع مصر، اتهمت حركة"حماس"الرئيس محمود عباس بالطلب من الجهات كافة ابقاء المعبر مغلقاً لتصفية خلافاته مع الحركة. وقال الناطق باسم حركة"حماس"سامي أبو زهري ان الرئيس عباس"يحاول أن يبتز شعبنا بهدف صرفه عن حركة"حماس"، متهماً الرئيس بأنه طلب من الجهات المعنية والدولية كافة عدم فتح المعبر لتصفية حساباته مع حركة"حماس". واعتبر أبو زهري اثناء مسيرة نظمتها حركة"حماس"في مدينة غزة امس تضامنا مع نحو ستة آلاف فلسطيني عالقين على المعبر وفي مدن مصرية عدة ان"هذه الخطوة خطيرة وتفضح صورة الرئيس عباس في شكل كبير جداً". وقال:"اليوم قيادة السلطة تساهم عملياً في فرض الحصار"المضروب على قطاع غزة، الذي أغلقت بموجبه اسرائيل معبر رفح منذ نحو شهر، وفتحت معبر المنطار التجاري"كارني"جزئياً. واشار الى ان"هذه المسيرات تعبير عن تضامننا مع العالقين على معبر رفح ولتوجيه دعوة للجهات المعنية لانهاء هذه المعاناة، وفتح المعبر لاهلنا الذين تفاقمت معاناتهم واوضاعهم الصحية". وقال:"نحن نجري اتصالات مكثفة مع جميع الجهات المعنية، خصوصاً الاشقاء المصريين لإنهاء معاناة العالقين". وكانت اسرائيل اعلنت عن فتح معبر كرم أبو سالم او ما تطلق عليه سلطات الاحتلال"كيرم شالوم"المخصص لاستيراد البضائع الى القطاع ليوم واحد الاسبوع الماضي لادخال نحو 4 آلاف من العالقين. ووافق فريق الرئاسة وحركة"فتح"وحكومة الطوارئ برئاسة سلام فياض على هذه الخطوة، فيما رفضته حكومة الوحدة الوطنية المقالة برئاسة اسماعيل هنية وحركة"حماس"وفصائل المقاومة الفلسطينية. واطلقت الاجنحة العسكرية على معبر"كيرم شالوم"صواريخ وقذائف لمنع فتحه". وتخشى الفصائل وحكومة هنية من ان اسرائيل تسعى من وراء فتح معبر"كيرم شالوم"الواقع عند نقطة تلاقي الحدود الفلسطينية المصرية الاسرائيلية وتسيطر عليه قوات الاحتلال الى جعله معبراً دائماً لفلسطينيي القطاع واغلاق معبر رفح الخاضع للسيطرة الفلسطينية - المصرية. وفي حال تم ذلك، فان قادة"حماس"والفصائل والوزراء، خصوصا المطلوبين لأجهزة الامن الاسرائيلية، لن يتمكنوا من الخروج من القطاع أو الدخول اليه. وفي هذا السياق، اتهمت مصادر من"حماس"الرئيس عباس ومستشاريه بالطلب بابقاء معبر رفح مغلقاً والسماح بتنقل المواطنين عبر معبر"كيرم شالوم"حتى لا يتسنى لقادة"حماس"الخروج من القطاع أو الدخول اليه، او ادخال اموال لمواجهة الحصار المالي المفروض عليها في القطاع، فيما يتحرك قادة"فتح"ونشطائها ليس فقط عبر الحدود الدولية، بل ايضا عبر الحواجز العسكرية الاسرائيلية في الضفة الغربية، وعبر حاجز"ايرز"شمال القطاع. في غضون ذلك، اعلن وزير الصحة في حكومة حال الطوارئ الدكتور فتحي ابو مغلي ان ثلاثة وزراء من حكومة الطوارئ توجهوا في شكل مفاجئ امس الى العاصمة المصرية للبحث في سبل حل ازمة العالقين على المعبر. واشار ابو مغلي لوكالة"معاً"الاخبارية المحلية المستقلة ان وزير الاعلام رياض المالكي ووزير الشؤون الاجتماعية محمود الهباش، بالاضافة اليه توجهوا الى القاهرة امس، رافضا اعطاء تفاصيل حول الزيارة. ولفت الى ان الوفد سيطلع على اوضاع العالقين وما يمكن تقديمه لهم في هذه الظروف. وقالت مصادر طبية ل"الحياة"ان نحو 600 مريض بين العالقين في مدن رفح والعريشوالقاهرة، توفي منهم نحو 28 مواطناً منذ فتحت اسرائيل معبر رفح الحدودي قبل نحو شهر ليومين فقط لادخال بضعة آلاف علقوا على جانبي الحدود. كما اضرب نحو 100 فلسطيني مرحل من مصر الى القطاع محتجزين في مطار العريش المصري عن الطعام احتجاجا على عدم السماح لهم بدخول القطاع. ومنذ ان اغلقته اسرائيل في 25 حزيران يونيو 2006 في اعقاب عملية فدائية بالقرب من معبر"كيرم شالوم"اسر خلالها مقاومون فلسطينيون الجندي غلعاد شاليت، فان سلطات الاحتلال لا تفتح المعبر سوى يوم او يومين اسبوعياً وهناك عشرات الاف الفلسطينيين من العاملين في دول عربية وأجنبية وطلاب الغوا حجوزاتهم للقدوم الى القطاع لتمضية اجازة الصيف بين ذويهم بسبب هذه الاوضاع. كما ان الافاً اخرين من القطاع الغوا خططهم للسفر الى الخارج لقضاء اجازة الصيف في احدى الدول، خصوصا مصر التي تعتبر اسعارها رخيصة نسبيا وملائمة بالنسبة الى الفلسطينيين. وقال مسؤول الارتباط الفلسطيني فى معبر رفح هانى الجبور ل"الحياة"إن الوزراء الثلاثة سيتفقدون معبر رفح غداً اليوم"، مشيراً إلى أن"الزيارة تأتي بتكليف من الرئيس محمود عباس". وأضاف"من المقرر أن يجتمع الوزراء مع العالقين الفلسطينيين والمرحلين القابعين فى مطار العريش وعناصر الأمن الفلسطيني الذين فروا من غزة خلال الأحداث الأخيرة ويوجدون الآن فى معسكر تحت إشراف الأمن المصري". وأوضح الجبور أن"هناك مساعي مصرية لإدخال الفلسطينيين إلى غزة عبر معبر رفح من خلال الاتفاق مع إسرائيل على تشغيل المعبر ليومين أو ثلاثة أيام لإنهاء هذه الأزمة فى ظل رفض حماس إدخالهم عبر معبر كرم أبو سالم". فى غضون ذلك، قللت مصادر فلسطينية من أهمية إعلان متحدثة باسم بعثة المراقبة التابعة للاتحاد الأوروبي أن الاتحاد"سيخفض بعثته عند معبر رفح بسبب إغلاقه"، وقالت المصادر"هذا القرار لا يؤشر إلى استمرار الأزمة لفترة طويلة، إذ أنه من الممكن أن يعمل المعبر من دون وجود الأوروبيين"، مشيرة إلى أن المعبر"كان تم تشغيله لمدة ثلاثة أشهر قبل وصول الأوروبيين وتحت إشراف مصري - فلسطيني". وأضافت:"المصريون قادرون على الاضطلاع بمسؤوليتهم عند المعبر حتى إذا لم يوجد الأوروبيون". ويشرف نحو 87 مراقباً أوروبياً على معبر رفح وفق اتفاق وقع بين إسرائيل والفلسطينيين والاوروبيين في تشرين الثاني نوفمبر العام 2005 بعد انسحاب اسرائيل من غزة.