ناشد العالقون على معبر رفح الحدودي بين قطاع غزة ومصر الرئيسين الفلسطيني محمود عباس والمصري حسني مبارك وضع حد لمعاناتهم المستمرة بالعمل على اعادة فتح المعبر كي يتسنى لهم العودة الى منازلهم وذويهم. ووصف عدد من هؤلاء العالقين وضعهم بأنه "مأسوي بكل معنى الكلمة"، محذرين من انه في حال عدم ايجاد حل لمأساتهم فان عدد الوفيات سيزداد والامراض قد تصيبهم. وقال ابو ماهر 42عاما ل"الحياة"انه علق على معبر رفح منذ اكثر من اسبوعين، مضيفا ان"عائلة من مدينة رفح المصرية آوته مع ستة آخرين من العالقين في منزلهم"في المدينة التي شطرتها الحدود في اعقاب توقيع معاهدة"كامب ديفيد"بين مصر واسرائيل العام 1979. وطالب"ابو ماهر""القيادة المصرية والرئيس مبارك بالعمل على اعادة فتح معبر رفح او السماح لهم باجتيازه حتى لو لم يكن هناك موظفون فلسطينيون او مراقبون اوروبيون أسوة بما فعلت السلطات المصرية الاسبوع الماضي وقبل اكثر من اسبوعين عندما سمحت لنحو 200 من المرحلين بالعودة في المرة الاولى، ونحو 20 من الهاربين من عناصر فتح في المرة الثانية". وطالب ابو ربيع 42عاما"كل الشرفاء والاحرار انهاء معاناتنا وفتح معبر رفح ونناشد الحكومة المصرية والرئيس مبارك المساهمة في حل المشكلة". واشار ابو ربيع في حديث ل"الحياة"عبر الهاتف الى انه شاهد عالقين"ينامون في مزارع الخوخ وعلى أرصفة الشوارع في مدينة رفح المصرية"، لافتا الى ان امرأة عالقة وضعت طفلها أول من امس، فيما توفي نحو 28 فلسطينيا منهم. واوضح ان هناك اعدادا من المرضى، منهم من اجرى عملية قلب مفتوح، ومنهم من اجرى عملية زرع كلية، وآخرون مصابون بالسرطان. واعرب أبو ربيع الذي كان توجه الى مصر للبحث عن علاج من حصى الكلى وبرفقته زوجته المصابة بسرطان في الرحم وغضروف في الرقبة عن رفضه فتح معبر كرم ابو سالم عند نقطة تلاقي الحدود الفلسطينية المصرية الاسرائيلية جنوب شرقي مدينة رفح، علما ان بإمكانه اجتياز المعبر نظرا لعدم وجود مشاكل امنية لديه. وشدد على ان العالقين يرفضون ان يكونوا"ورقة ضغط على أي جهة لابتزازها". وتتفاقم معاناة نحو ستة آلاف فلسطيني علقوا في الاراضي المصرية خصوصا مدينتي رفح والعريش يوما بعد يوم، خصوصا في ظل ارتفاع درجات الحرارة، واقامتهم في معسكرات من الخيام في ظل ظروف حياتية ومعيشية غير ملائمة. وهناك عشرات من الهاربين من عناصر حركة"فتح"محتجزين في مقر للامن المركزي في مدينة رفح المصرية، كما ان عشرات من المرحلين موجودون في مطار العريش في انتظار فتح المعبر. اما المطلوبون لسلطات الاحتلال الاسرائيلي وعددهم نحو 80 فلسطينيا فيرفضون العودة من خلال معبر كرم ابو سالم ويطالبون بفتح معبر رفح. وطالب الحاج عبد المجيد 55عاما الرئيس عباس بالسماح لموظفي المعبر بالعودة للعمل فيه كي لا يبقى لاسرائيل أي ذريعة بأن الطرف الفلسطيني غير موجود في المعبر. في غضون ذلك، واصلت فصائل المقاومة الفلسطينية وحكومة الوحدة الوطنية المقالة برئاسة اسماعيل هنية التعبير عن رفضها فتح معبر كرم ابو سالم الذي تطلق عليه اسرائيل اسم"كيرم شالوم". وفي هذا السياق اطلقت كتائب القسام الذراع العسكرية لحركة"حماس"وسرايا القدس الذراع العسكرية لحركة الجهاد الاسلامي امس عددا من القذائف الصاروخية في اتجاه المعبر لمنع فتحه. الى ذلك، نظمت حركة"حماس"اعتصاماً بالقرب من المعبر في مدينة رفح اقصى جنوب القطاع، شارك فيه عدد من قادة الحركة. ودعا الناطق باسم الحركة سامي ابو زهري الرئيس عباس الى التزام الشرعية وعدم التسبب في هذه المعاناة الطويلة للعالقين على المعبر.