تعالت الأصوات الفلسطينية الرافضة ادخال بضعة آلاف من الفلسطينيين العالقين في مصر الى قطاع غزة عبر معبر كرم أبو سالم او ما تطلق عليه اسرائيل"كيرم شالوم"الواقع عند نقطة تلاقي الحدود الفلسطينية المصرية - الاسرائيلية جنوب شرقي مدينة رفح اقصى جنوب القطاع. واعربت حكومة الوحدة الوطنية المقالة وعدد من فصائل المقاومة عن رفضها المطلق استبدال معبر رفح الحدودي كممر ومنفذ للفلسطينيين عبر العالم بمعبر"كيرم شالوم". وترجمت الفصائل رفضها عبر اطلاق اجنحتها العسكرية رشقات من قذائف الهاون والصواريخ على المعبر المخصص أصلاً لإدخال البضائع الى القطاع وليس لتنقل الافراد. وجاءت هذه المواقف بعدما تردد عن اتفاق مصري - اسرائيلي على فتح معبر"كيرم شالوم"اليوم الاربعاء ليوم واحد بهدف ادخال نحو 4 آلاف فلسطيني عالقين في مدن مصرية مثل رفح والعريش والقاهرة. وتقطعت السبل بهؤلاء الفلسطينيين، ومن بينهم نحو 600 مريض بسبب رفض سلطات الاحتلال الاسرائيلي فتح المعبر منذ نحو شهر للسماح للفلسطينيين بالعودة الى القطاع أو مغادرته بحرية. وكانت اسرائيل سمحت بفتح المعبر ليومين متتاليين في السادس والسابع من الشهر الماضي، ومنذ ذلك الحين ترفض اعادة فتحه، خصوصاً بعدما احكمت حركة"حماس"قبضتها على قطاع غزة بالقوة في الرابع عشر من الشهر الماضي. واغلقت اسرائيل معبر رفح الحدودي للمرة الأولى في شكل دائم في أعقاب خطف الجندي الاسرائيلي غلعاد شاليت في عملية فدائية نفذها مقاتلون من حركة"حماس"ولجان المقاومة الشعبية و"جيش الاسلام"في موقع عسكري اسرائيلي بالقرب من موقع"كيرم شالوم"في الخامس والعشرين من حزيران يونيو 2006. ومنذ ذلك الحين سمحت اسرائيل بفتح معبر رفح بمعدل اربعة الى ستة أيام في الشهر موزعة على أسابيعه الاربعة، وفي أحيان اخرى استمر الاغلاق شهراً او اكثر في شكل متواصل. وطالبت الحكومة المقالة في بيان لها اصدرته امس بفتح معبر رفح امام حركة المسافرين"حتى لا يتحول القطاع الى سجن كبير". وعبرت الحكومة عن رفضها القاطع"المحاولات الاسرائيلية كافة الرامية الى نقل معبر رفح الحدودي ... الى منطقة كرم ابو سالم لتبقى الحدود مصرية - فلسطينية خالصة من دون أي تدخل او وصاية خارجية". وانضمت حركة"حماس"و"الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين"وحركة"الجهاد الاسلامي"ولجان المقاومة الشعبية وكتائب الشهيد احمد ابو الريش الى الحكومة في رفضها ادخال العالقين عبر معبر كيرم شالوم، وطالبت بإعادة العمل بمعبر رفح الحدودي. ويخشى كثير من النشطاء ومن بينهم عشرات المصابين من العودة عبر معبر"كيرم شالوم"الذي تسيطر عليه اسرائيل كلياً خشية اعتقالهم من جانب جنود الاحتلال الذين يتحكمون في كل تفاصيل العمل في المعبر. وكانت اسرائيل انشأت معبر"كيرم شالوم"بموجب بروتوكول تشغيل المعابر الحدودية في قطاع غزة المعروف باسم"اتفاق رايس"الذي تم التوصل اليه في 15 تشرين الثاني نوفمبر 2005 في اعقاب الانسحاب الاسرائيلي من القطاع في الثاني عشر من ايلول سبتمبر من العام نفسه. وينص البروتوكول على ان يخصص معبر رفح لتنقل الفلسطينيين والديبلوماسيين وغيرهم وكذلك تصدير البضائع من القطاع وتحت سيطرة فلسطينية - مصرية ومراقبة من بعثة المراقبين الاوروبيين. كما ينص على ان يتم ادخال البضائع عبر معبر"كيرم شالوم"لنحو مليون ونصف مليون فلسطيني يعيشون في شريط ساحلي لا تتجاوز مساحته 365 كيلو متراً مربعاً.