انتهى موسم كرة القدم في أكثر بلدان أوروبا، واستؤنفت الحياة الزوجية، والمرأة العاقلة التي تريد ان تبقى متزوجة هي التي لا تحاول منافسة الكرة في كسب اهتمام زوجها، وعندي لها اليوم أخبار زوجية قبل الموسم الكروي الجديد. شكت زوجة لزوجها من أنه لا يعيرها اهتماماً في موسوم كرة القدم، وقال: صحيح انني أهتم بكرة القدم أكثر منك، إلا انني أفضلك على رفع الأثقال والقفز بالعصا ورمي الجلّة وسباق المئتي متر. ان لم تكن الكرة فهناك غيرها، والحسناء قالت لطالب الودّ بدلال: إذا تزوجنا وبقينا مع بعضنا بعضاً سنوات سيأتي يوم تتعرف فيه على شابة صغيرة حلوة مثلي الآن وتنساني. ورد: أبداً. أعدك بأن اتصل بك مرة في الشهر على الأقل. هي سألته عن الفارق بين الحب والزواج، وهو قال: الحب مثل النجوم التي تتلألأ في السماء، والزواج هو الحفرة التي نقع فيها ونحن ننظر إلى النجوم. وفي حين أن ما سبق يدخل في باب الهذر فهو ليس بعيداً كثيراً من الواقع، والممثلة المخضرمة جداً زازا غابور التي تزوجت ثماني مرات شكت من انها لم تعرف الحب لأنها كانت دائماً متزوجة. في مقابل زازا، هناك رجل بقي متزوجاً 38 سنة، وقال انه لم يندم على يوم واحد منها... كان يوم 10/11/1974 عندما زارت زوجته أمها، وبقيت عندها النهار كله. سمعت عن رجل ذهب إلى القاضي وشكا زوجته زوجة الرجل لا القاضي وقال انها منذ تزوجا قبل عشر سنوات وهي ترمي أشياء عليه، مثل الصحون وريموت التلفزيون والهاتف المحمول. وسأله القاضي لماذا لم يشكُ من قبل. وردّ: لأن هذه أول مرة تصيبني. ولعل القاضي هو الذي وجد أمامه متهماً شعر بأنه يعرفه، فسأله: ألم أرك من قبل؟ وردّ المتهم: نعم أنا علّمت ابنتك الغناء. ورد القاضي: مؤبّد. وعندي بعد ذلك التالي: - في عيد زواجهما طلب منها ان تقف معه دقيقة صمت. - لم ترد ان تتزوجه من أجل فلوسه، إلا انها لم تجد سبباً آخر. - لا تزال تحلم بيوم زواجهما... مسكينة، الكوابيس القديمة لا تفارقها. - منذ صار عمرها 16 سنة لم ترَ قدميها. - الرجال الأوفياء لزوجاتهم اثنان: واحد مات والثاني لم يولد بعد. - تركب خيلاً لتخسر من وزنها، والنتيجة ان الحصان خسر 20 كيلوغراماً. - سئل عن رأيه في الزواج المبكر، فسأل بدوره: في أي ساعة يعني؟ لنترك الزواج قليلاً، مع انه لا يتركنا، فهو سيحدث لأنه لا دفع له، مثل الضرائب والموت. وكل إنسان سمع عن الزواج قبل ان يتزوج، ومع ذلك فهو يمارس عقلية القطيع، أو ما يشرحه المثل: حط راسك بين الروس وقول يا قطّاع الروس. ماذا يفعل شاب يرى صبية حسناء إلى درجة انه يندم على السنوات التي ضيعها في جمع الطوابع البريدية. هو رآها ووقع"ولا حدش سمّى عليه"، ورأيه ان امرأة في غرفة النوم أفضل من اثنتين في الشارع. وبما انه عاشق وعقله مجمد حتى إشعار آخر، فهو يصدقها وهي تقول انها خجولة مثل هيفاء وهبي، بل يصدقها عندما تقول انها لم تُقبّل رجلاً من قبل، ولا يسألها: من قبل ماذا؟ في ملعب الكرة بدأ المطر يهطل، يعني ان الملعب في لندن لا الرياض، ومالت المرأة على زوجها وقالت: أعذرني ولكن سأسألك سؤالاً سخيفاً آخر، متى نعود إلى البيت؟ ربما كان سؤالها السابق لزوجها عن ذلك اللاعب المسكين الذي يقف وحده فيما بقية اللاعبين يركضون في طول الملعب وعرضه ويتنافسون على ركل الكرة. الزوج تنهد وقال: لأنه حارس المرمى. أنصح مثل هذه الزوجة بأن تشجع زوجها على ممارسة كرة القدم مع أصدقائه في الشارع أمام البيت، والأفضل على الأوتوستراد، لأن فرص ان تصدمه سيارة هناك أكثر. وهو إذا لعب الكرة فسينتقل ميول العنف فيه إلى لعبته المفضلة، ويركل كرة بدل الزوجة. ثم ان لعب الكرة يجعله يستحم. مع ذلك فالكرة لا تشغله عن واجباته الزوجية، وهو تذكر عيد زواجهما من دون مساعدة، فقد كان يوم فاز فيه النادي الأهلي بالكأس. كان ذلك قبل سنوات، واليوم مشكلة الزوج مع لعب كرة القدم ان وزنه زاد كثيراً، فإذا وضع الكرة عن قرب كافٍ ليركلها فهو لا يراها، وإذا وضعها عن بعد يكفي ليراها، فهي أبعد من ان يستطيع ركلها. الكرة وحدها لا تفسر توتر العلاقات الزوجية، فهذه ربما تستعمل الكرة عذراً لتبرير كل تقصير آخر، والمشكلة في الزواج هي الزواج نفسه، وزوجة واحدة هي زوجة زيادة على اللزوم، وكذلك زوج واحد. وفي جميع الأحوال، الزواج شراكة، وهو يفشل لأن الزوج لا يدرك أن له دور الشريك الصامت. طبعاً القانون في الغرب كله أفضل منه في بلادنا، فهو يمنع الرجل من ان يتزوج أكثر من امرأة... يعني انه لا يعاقب على ارتكاب الجريمة نفسها مرتين. وكنت سمعت امرأة تسأل ان كانت الكلاب تتزوج. والجواب: لا، لأنها أصلاً تعيش عيشة كلاب. على كل حال نحن في الصيف، وثمة فرصة للعيش الطبيعي قبل بدء موسم الكرة الجديد.