بعد انسحاب القوات البريطانية منها وتسليمها الى الحكومة، وغداة اشتباكات بين ميليشيا"جيش المهدي"الموالية للزعيم الشيعي مقتدى الصدر والقوات العراقية، تحولت مدينة السماوة الى"مدينة أشباح"شبه خالية إلا من المسلحين. وتعم المظاهر المسلحة مدينة السماوة والمناطق القريبة منها كالخضر والرميثة، فيما انقطعت حركة التنقل من هذه المدينة واليها باستثناء حالات طارئة تستخدم فيها طريق استثنائية فُتحت لهذا الغرض. وأدى هذا الوضع الأمني المتوتر، إضافة الى فرض حظر التجول، الى تردي الاوضاع المعيشية لسكان المدينة وخصوصاً بعدما أغلقت المحلات التجارية أبوابها وسط شح في المواد الغذائية والوقود. وكانت اشتباكات بين"جيش المهدي"والقوات العراقية اندلعت في مركز الخميس الماضي إثر اعتقال استخبارات وزارة الداخلية ثلاثة من عناصر هذه الميليشيا الشيعية في قضاء الرميثة شمال السماوة بتهمة المشاركة في عمليات اغتيال منظمة لعدد من أفرادها. لكن هذه الاشتباكات تزامنت أيضاً مع موعد عودة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي من زيارة قام بها الى الأردن حيث التقى الرئيس الأميركي جورج بوش، وتعهد القضاء على الميليشيات. ومع أن حدة الاشتباكات في مركز المدينة تقلصت الى مناوشات خفيفة بين عناصر الجيش والشرطة المتحصنة في مراكزها ومسلحي"جيش المهدي"المنتشرين في الشوارع العامة، إلا أن المواجهات امتدت لتشمل ضواحي السماوة وأقضيتها، إذ انتشر المسلحون في قضائي الرميثة والخضر. واتهم القيادي في التيار الصدري صاحب العامري القوات الحكومية بتصعيد الأزمة، وقال ل"الحياة"إن"قوات الجيش والاستخبارات الجنائية في محافظة المثنى تضمر العداء لمناصري التيار الصدري"، مشيراً إلى أن أسلوب الاعتقالات الذي تتبعه الحكومة ضد عناصر التيار يراد منه جر الصدريين الى مواجهات، وهو ما يحذر منه مقتدى". يذكر أن المثنى هي أول محافظة عراقية تسلمت الملف الأمني بالكامل من القوات المتعددة الجنسية في حزيران يونيو الماضي، وذلك في احتفال حضره رئيس الوزراء العراقي.