هددت جبهة "التوافق" السنية بالانسحاب من الحكومة بعد أقل من أسبوع على انهاء تعليق عضويتها في مجلس النواب. وأمهلت الحكومة أسبوعاً لتنفيذ مطالبها، فيما يجتمع كبار القادة العراقيين غداً في بغداد للبحث في خمسة ملفات تشهد"سجالاً واسعاً"بين الاطراف السياسية، وقال صادق الركابي، كبير مستشاري رئيس الحكومة نوري المالكي ان اللقاء الاميركي - الايراني تخلله توتر بين الطرفين وخلص الى اتفاق على لقاءات أخرى بتمثيل أعلى. وعقد قادة"التوافق"مؤتمراً صحافياً في بغداد امس أعلنوا خلاله إمهال الحكومة اسبوعاً واحداً لتنفيذ مطالب تتمثل في"تحقيق توازن فاعل وجدي في الاجهزة الأمنية، واطلاق المعتقلين ووقف عمليات القتل والاعتقالات التي تقوم بها الاجهزة الأمنية". وقال زعيم الجبهة عدنان الدليمي ل"الحياة""سننسحب من الحكومة نهائياً بعد اسبوع اذا لم تلب مطالبنا"، لافتاً الى ان الجبهة"وصلت الى طريق مسدود مع الحكومة التي تتخذ قراراتها بشكل فردي من دون الرجوع الى الأطراف الأخرى". وأضاف ان"مشاركتنا في الحكومة شكلية وغير حقيقية، ونطالب بمشاركة فاعلة فيها كما نطالب بإعادة النظر في تشكيل الجيش والشرطة اللذين اصبحا أدوات قمع بيد الحكومة لتنفيذ مآربها"، مشدداً على"ضرورة اطلاق جميع المعتقلين الذي يشكل أهل السنة النسبة الأكبر بينهم". وأوضح ان"انسحاب الجبهة سيقتصر على الحكومة وسنبقى مشاركين في أعمال مجلس النواب". وكانت جبهة"التوافق"علقت عضويتها في البرلمان والحكومة قبل نحو شهر على خلفية أزمة رئيس مجلس النواب محمود المشهداني، وقضية وزيرها في الحكومة اسعد الهاشمي، الا أنها أنهت هذا التعليق بعد صفقة سياسية تمت مع الحكومة"لحل المعضلة بالطرق العملية". ويأتي هذا التطور فيما يستعد كبار القادة السياسيين العراقيين للاجتماع غداً للبحث في خمسة ملفات تشهد اختلافاً بين الأطراف السياسية وهي: قانون النفط والغاز وقضية التعديلات الدستورية وقانون العدالة والمساءلة وانتخابات مجالس المحافظات. وقال النائب عباس البياتي ل"الحياة"ان"اللقاء سيضم الرئيس جلال طالباني ونائبيه عادل عبد المهدي وطارق الهاشمي ورئيس الوزراء نوري المالكي ورئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني ويتناول قضايا جوهرية عالقة منذ شهور وتقف عقبة أمام العملية السياسية". ولفت البياتي الى ان الإعداد للاجتماع"كان منذ فترة طويلة وأن اللقاء سيكون بمثابة قمة تجمع الممثلين الفاعلين في العملية السياسية لحلحلة القضايا العالقة بين الأطراف". الى ذلك كشف صادق الركابي، كبير مستشاري المالكي ان المحادثات الايرانية - الاميركية التي جرت اول من امس شهدت"نقاشات صاخبة"، لافتاً الى ان السفير الاميركي ريان كروكر كان صريحاً خلال اللقاء حول مخاوفه من استمرار التدخل الايراني في البلاد. وكان اجتماع عقد في بغداد بين السفيرين الايراني والاميركي الثلثاء بمشاركة وفد برئاسة المالكي تمخض عن تفعيل لجنة أمنية ثلاثية تبحث الاتهامات المتبادلة بين طهران وواشنطن. وأضاف الركابي في تصريح الى"الحياة"ان"السفير الاميركي قدم وثائق الى الجانب الايراني قال انها تثبت تورط طهران في أعمال العنف في العراق الا أن السفير رفض الاتهامات واعترض عليها". وزاد:"لم نستغرب المشادات بين الجانبين لأنها تعكس رغبة جدية في معالجة الأزمة العراقية كما ان العلاقات بين الجانبين كانت مقطوعة لأكثر من ثلاثة عقود". وأكد الركابي ان المحادثات أثمرت"نتائج جيدة تمثلت في تشكيل لجنة أمنية ثلاثية لحل الاشكالات القائمة او التي يمكن ان تحصل بين الجانبين مستقبلاً". ولفت الى ان اعضاء اللجنة سيكونون على مستوى الخبراء ويعقدون اجتماعات بشكل دوري.