حملت جبهة "التوافق" العراقية بزعامة عدنان الدليمي الامين العام ل "الحزب الاسلامي"، طارق الهاشمي نائب رئيس الجمهورية، رسالة الى الرئيس جورج بوش، ضمنتها عدداً من الاقتراحات للخروج من الأزمة. وأبرزها اجراء انتخابات مبكرة بإشراف دولي، وإحداث توازن طائفي وقومي في اجهزة الدولة ومعالجة موضوع المعتقلين. في غضون ذلك اكدت الهيئة العليا للمصالحة والحوار الوطني دعوتها الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى، لافتة الى ان السفراء العراقيين في دبي وعمان والقاهرة كلفوا بدعوة الشخصيات المعارضة المقيمة في هذه العواصم للمشاركة في مؤتمر القوى السياسية ثالث مؤتمرات المصالحة الوطنية المزمع عقده منتصف الشهر الجاري. وأكد النائب عضو"التوافق"طه اللهيبي ل"الحياة"ان"الجبهة حملت الهاشمي رسالة وطنية تدحض فكرة وقوف السنة خلف اعمال العنف او دعمهم لها"، لافتاً الى ان"السنة انفسهم سعوا في اكثر من مناسبة الى ترتيب لقاءات بين الاميركيين وقادة جماعات مسلحة، الا ان الاميركيين كانوا يتراجعون في كل مرة ويخلفون وعودهم". وقال:"حاولنا ان نوضح للرئيس الاميركي ان نتائج الانتخابات التي جرت في العراق مطلع العام الجاري زورت ما ألحق الحيف بالعرب السنة، كما ان الوزارات التي منحت للتوافق في الحكومة الحالية غير سيادية، وغير فاعلة، وسحبت صلاحيات الوزراء القائمين عليها". وأشار اللهيبي الى ان الرسالة تضمنت اقتراحات"منها اجراء انتخابات برلمانية حقيقية بإشراف دولي، وإحداث توازن طائفي وقومي في جميع اجهزة الدولة، وتحقيق مشاركة فعلية للسنة في صنع القرار داخل الحكومة، ومعالجة موضوع المعتقلين لدى القوات المتعددة الجنسية والحكومة العراقية. وتابع ان الجبهة اكدت في رسالتها الى بوش تأييدها العملية السياسية. واعلنت"براءتها من التكفير والجماعات التكفيرية، وستقدم وثائق وتسجيلات تثبت وجود علاقة بين الاستخبارات الايرانية وهذه الجماعات عبر امدادها بالمال والسلاح وتدريب مسلحيها داخل اراضيها"، وشدد على أن الاقتراحات لم تتضمن تغيير رئيس الوزراء نوري المالكي او المطالبة بإسقاط حكومته. وأكدت مصادر حكومية ان زيارة الهاشمي لواشنطن تأتي في اطار سعي بوش لتسوية الامور وفق تصورات"بعيداً عن توصيات لجنة بيكر - هاملتون، وتوجهات الديموقراطيين عبر تحقيق لقاءات مباشرة مع اقطاب العملية السياسية في العراق". وتوقعت المصادر ان تتبع هذه الزيارة زيارات مماثلة لشخصيات كردية وشيعية واخرى سنية على خلاف مع"المجلس الاعلى للثورة الاسلامية"و"الحزب الاسلامي". الى ذلك، اكدت الهيئة العليا للمصالحة والحوار الوطني، توجيهها دعوة الى الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى للمشاركة في مؤتمر القوى السياسية المزمع عقده منتصف الشهر الجاري، وقال نصير العاني، ممثل رئاسة الجمهورية في الهيئة انها"شرعت بدعوة الشخصيات المشاركة في المؤتمر وفي مقدمها الامين العام للجامعة العربية"، لافتاً الى ان"موفد موسى السفير احمد بن حلي، اتصل بأعضاء الهيئة واكد لهم ان الانتقادات الموجهة الى المؤتمر باسم الجامعة العربية لا تمثلها ولم تصدر عنها"، وفي ما يتعلق بالشخصيات المدعوة قال العاني، ان"اكثر من 250 شخصية تمثل قوى سياسية مشاركة في العملية السياسية واخرى غير مشاركة وقوى معارضة، وفصائل مسلحة، وقيادات بعثية وعسكرية في الجيش السابق، ستشارك في المؤتمر". وأشار الى ان"الهيئة ركزت جهودها على شخصيات الخارج في دبي وعمان والقاهرة وكلفت السفراء العراقيين هناك بدعوة هذه الشخصيات"، وزاد ان الهيئة"أكدت لهم ان الباب مفتوح لمشاركة اي شخصية وانها على استعداد لتقديم التسهيلات اللازمة التي تؤمن وصول المدعوين الى العراق، ومن ضمنها توفير طائرة خاصة تقلهم الى بغداد". وشدد ممثل رئاسة الجمهورية على ان"المدعوين سيكونون في حماية الحكومة العراقية وضمانتنا". وتابع ان المحاور الرئيسية التي ستتم مناقشتها ستدور حول قانون اجتثاث البعث، وتعديل الدستور، والجيش العراقي السابق، ووضع منتسبي القوى الأمنية السابقة. لافتاً الى وجود مؤشرات ايجابية ارسلتها الحكومة حول هذه المطالب، تمثلت بحضور المالكي شخصياً للاجتماع التحضيري الذي سبق هذا المؤتمر.