وافقت إيران أمس على السماح لمفتشين من الوكالة الدولية للطاقة الذرية بالعودة لتفقد موقع مفاعلها النووي لإنتاج الماء الثقيل مطلع الأسبوع المقبل، والاجتماع في طهران بداية آب اغسطس في مسعى من الأممالمتحدة لحمل طهران على التحلي بمزيد من الشفافية في برنامجها النووي. وجاء الاتفاق على ذلك بعد جولة ثانية من المحادثات، عقدت في مقر الوكالة في فيينا أمس، وشارك فيها المسؤولان في مجلس الأمن القومي الإيراني جواد وعيدي ومحمد سعيدي ومندوب إيران لدى الوكالة علي اصغر سلطانية، فيما مثل الوكالة نائب مديرها العام كبير مفتشيها أولي هاينونن. راجع ص8 وأكد هاينونن ان المحادثات تناولت وضع اللمسات الأخيرة على خطة لتوضيح"قضايا مفتوحة مرتبطة بحجم برنامج التخصيب الإيراني ومحتواه"، مشيراً إلى ان المفتشين"سيزورون بداية الأسبوع المقبل"موقع بناء المفاعل الذي سيعمل بالماء الثقيل في آراك، مرجحاً أن يكون موعد الزيارة الاثنين أو الثلثاء المقبلين. أما وعيدي فأعلن أن الطرفين أجريا"مناقشات جيدة"، وأحرزا"تقدماً بنّاءً، وسيعقد الاجتماع المقبل في بداية آب في طهران". وكان ديبلوماسيون حذّروا من ان سماح إيران للمفتشين بدخول آراك، قد يجسّد مماطلة من جانبها، لتجنب فرض مزيد من العقوبات عليها. ويقول ديبلوماسيون ان تفقد المفتشين لآراك سيكون زيارة لمرة واحدة، وليس استئنافاً لزيارات الوكالة المنتظمة للتحقق من التزام إيران التصميم المقبول في المعايير الدولية للمفاعلات المدنية. ولم توافق طهران بعد على استئناف النوع الثاني من الزيارات. وقال هاينونن ان الخطوة التالية ستكون الإجابة عن أسئلة وكالة الطاقة الذرية المتعلقة مثلاً بالتجارب الإيرانية السابقة الخاصة بالبلوتونيوم ونطاق برنامج تخصيب اليورانيوم. في غضون ذلك، نقلت صحيفة"لوموند"الفرنسية عن وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي مطالبته واشنطن بالتراجع عن سعيها إلى فرض عقوبات أوسع على بلاده، وحذر الولاياتالمتحدة من الحديث عن شن حرب كملاذ أخير، معتبراً ان ذلك سيؤدي إلى اندلاع مواجهة ووضع"نهاية للبحث عن حل للموضوع النووي". ورأى أن"الأميركيين ليسوا في وضع يمكّنهم من فرض حرب جديدة على دافعي الضرائب الأميركيين". لكنه لفت إلى أن ذلك"لا يمنع بعضهم من قرع طبول الحرب". وأعلن ديبلوماسيون أوروبيون أن القوى الغربية تخلت في هدوء عن مساعٍ لتشديد العقوبات الدولية على إيران حتى أيلول سبتمبر المقبل، إلى حين معرفة هل ستساعد المحادثات في إنهاء عدم تعاون إيران مع التحقيقات التي تجريها وكالة الطاقة منذ العام 2003.