ثلاثة أسابيع وينتهي نور الشريف من تصوير دوره في مسلسل"الدالي"بعدما عمل في شكل مكثف ليلحق بالعرض الرمضاني. ويؤكد الشريف أن اهتمامه بهذا العمل يعود الى أن شخصية سعد الدالي"جديدة على الدراما التلفزيونية"، إذ يتعرض من خلالها لأحداث سياسية واقتصادية واجتماعية تعود الى الفترة الممتدة بين عامي 1956 و1979. ويقول:"سعد الدالي هو شاب صعيدي فقير، ولكن صاحب طموح كبير يجعله يتدرج في المناصب حتى يصل الى منصب وزير الإسكان. وبما انه شخصية سياسية يتعرض لمحاولة اغتيال ينجو منها، ولكن يقتل ابنه. وأمام هذا الواقع يتجه للبحث في أسباب هذا الحادث ومن وراءه حتى يصل الى الحقيقة التي ستكون مفاجئة. على صعيد آخر، يكوّن الدالي ثروته بمخالفة القانون على رغم انه رجل عصامي بدأ حياته من الصفر. وهنا أنتهز الفرصة لأقول إننا نتناول نموذجاً للفساد ليس له علاقة بشخص معين". ويتحدث الشريف عن تقديمه جزءاً ثانياً من هذا العمل، ويقول:"اتساع أحداث المسلسل وتشابكها جعلانا نقرر تقديم جزء منه، لكن هذا لن يحدث إلا مع نجاح الجزء الأول. وقد وافقت على الفكرة لأنها تخدم المسلسل، علماً أنني عموماً ارفض منطق المسلسلات القائمة على أجزاء إلا في النصوص الأدبية". ويطالب بأن تهتم الأعمال الدرامية بمناقشة هموم المجتمع ومشكلاته. ويدعو الى"انتصار قيم العدل والخير والمساواة بين الجميع في الدراما،"بعدما أصبح الكذب والخداع مسيطرين على تعاملات البشر في كل مكان، وعلينا ان نستفيد من دور الدراما في تصحيح المفاهيم الخاطئة المتوارثة، لذا علينا تقديم أعمال درامية تحترم عقل المشاهد وتفكيره وتساعده على تكوين وجهة نظر سليمة في حياته". وينفي توقيعه عقد احتكار مع الشركة المنتجة للمسلسل ويقول:"أرفض الاحتكار، فأنا فنان حر لا يقبل ان يفرض عليه عمل مهما كانت المغريات، ولن أضحي باسمي من أجل أموال الدنيا. والاحتكار قد يكون مفيداً للوجوه الجديدة، ولكن ليس بالنسبة للنجوم الذين يضر بهم ويحولهم الى سلعة". ويؤكد أنه لم يفرض اختيار ابنته مي للمشاركة في بطولة المسلسل ضمن الوجوه التسعة الشابة المشاركة فيه، وپ"لكن تم ذلك من خلال لجنة ضمت المخرج يوسف شرف الدين والمنتج، والفن ليس فيه واسطة، وأطالب الجمهور بمشاهدتها في رمضان للحكم عليها فإذا حصلت على النجاح استمرت وإن فشلت عليها أن تقرر خطوتها المقبلة". ويشير الشريف الى ان العمل التلفزيوني لا يقل أهمية عن العمل السينمائي، ويعطي مثل مسلسلي"عائلة الحاج متولي"وپ"لن أعيش في جلباب أبي"اللذين لا يزالان يعرضان على الفضائيات، ويضيف:"من هنا تتعلق المسألة بضرورة اختيار العمل الجيد، ولم يعد في ظل انتشار الفضائيات مكان لمقولة ان شريط السينما هو الذي يخلد الفنان، فهذا الأمر تجاوزه الزمن". وعن سر ابتعاده عن الأعمال التاريخية يقول:"بعد مسلسل"عمرو بن العاص"قررت عدم المشاركة في عمل تاريخي إلا إذا توافر له إنتاج ضخم، وكتب بتأن، وبصراحة أنا افتقد الكاتب الكبير عبدالسلام أمين الذي فقدت برحيله أهم وابرز من تعاونت معهم في أعمالي التاريخية".