في وقت أكد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي "صعوبة" المفاوضات التي تجريها في طرابلس المفوضة الأوروبية للعلاقات الخارجية بينيتا فيريرو فالدنر وزوجته سيسيليا لترحيل الممرضات البلغاريات والطبيب الفلسطيني الذي منحته بلغاريا جنسيتها، المتهمين بنقل فيروس الايدز إلى مئات الأطفال الليبيين، قالت مصادر مطلعة إن مطالب طرابلس تعرقل التوصل إلى اتفاق نهائي، على رغم"التقدم الكبير"في المحادثات. وأبلغ مسؤولون في الخارجية الليبية فالدنر بمطالب بلادهم خلال اجتماع مساء أول من أمس. وكشف مصدر ديبلوماسي أن طرابلس طلبت"تطبيعاً كاملاً مع أوروبا في المجالات كافة وتنفيذ مشاريع في ليبيا"، بينها"تشييد طريق سريع يربط بين الحدود مع تونس في الشرق والحدود مع مصر في الغرب، وبناء سكك حديد تربط الموانئ الليبية بمدن أفريقية وترميم الآثار، إضافة الى تقديم ضمانات علاجية للأطفال"المصابين. وأعلن ساركوزي أن المحادثات"صعبة للغاية". ولم يؤكد احتمال سفره غداً إلى ليبيا، على رغم اعلان مصدر رسمي ليبي أن الرئيس الفرنسي سيصل الأربعاء إلى سرت لإجراء محادثات مع العقيد معمر القذافي. وأكد ديبلوماسي فرنسي أن"العقبة الرئيسية ما زالت هي المال وليس ترفيع العلاقات الديبلوماسية"، موضحاً أن"الليبيين ينتظرون الحصول على مزيد من التعويضات، في حين يرى الاتحاد الأوروبي أن دفع أموال قد يعتبر اعترافاً بأن الممرضات الخمس والطبيب مذنبون". والتقت زوجة الرئيس الفرنسي ابنة العقيد معمر القذافي عائشة، لكنها لم تلتق والدها الموجود في سرت. وقال وزير الخارجية البلغاري ايفايلو كالفين أمس:"نحن في مرحلة بات فيها القرار سياسياً صرفاً. وأتمنى أن تتوافر الإرادة الكافية لدى الجانب الليبي لوضع اللمسات النهائية". وفي تونس، أكدت مصادر ليبية ل"الحياة"أن طرابلس طلبت تسليمها ضابط الاستخبارات الليبي عبدالباسط المقرحي المحكوم بالسجن المؤبد في حادثة لوكربي، في مقابل إطلاق البلغار. وأشارت إلى أن المفاوضات"وصلت مراحلها الأخيرة لاتمام مقايضة يقضي بموجبها المقرحي عقوبة السجن مدى الحياة في بلده".