فتحت الجولة الحاسمة من المفاوضات الانتخابية التي عُقدت ليل امس بين رئيس كتلة «المستقبل» النيابية سعد الحريري والأمين العام لحزب الطاشناق هوفيك مخيتريان ونائب رئيس الحكومة السابقة النائب ميشال المر، الباب امام قيادات قوى 14 آذار للبدء في مداولات صريحة من اجل الاتفاق على اسماء المرشحين لخوض المعركة الانتخابية على لوائح موحدة، خصوصاً ان القوى الرئيسة في المعارضة بدأت تحقق تقدماً ملموساً على طريق إنجاز لوائحها، وتحديداً في الدوائر المختلطة، ولم يبق امامها سوى حل عقدة الاتفاق على المرشحين الثلاثة عن جزين. (راجع ص 7) وبصرف النظر عن نتائج المفاوضات بين تيار «المستقبل» والطاشناق والمر، سواء كانت ايجابية نحو التوصل الى اتفاق على تحالف انتخابي في بيروت الأولى (الأشرفية) والمتن الشمالي وزحلة، ام متعثرة بسبب الخلاف على توزيع المقاعد، فإن قيادات «14 آذار» مدعوة، بحسب قول احد قادتها ل «الحياة»، الى عقد اجتماعات مفتوحة تقودها حتماً الى الاتفاق على اللوائح بأسماء مرشحيها. وتوقع القيادي في «14 آذار» ان تعقد الأكثرية اجتماعاً مركزياً على مستوى قياداتها في اليومين المقبلين تخصصه للبحث المستفيض، حتى الاتفاق بصورة نهائية على لوائح بأسماء مرشحيها في ضوء ما أسفرت عنه مفاوضات الحريري – المر – الطاشناق، خصوصاً انها اسقطت مبررات تريث الأكثرية في وضع خريطة طريق مرشحيها. وإذ دعا الأطراف المسيحيين في قوى «14 آذار» الى الانفتاح وإظهار اقصى درجات المرونة، لفت في المقابل الى حاجة الأكثرية للشريك الآخر في تشكيل اللوائح والمقصود به المستقلون المنتمون الى الأكثرية وضرورة ترشيحهم وهذا يستدعي من رئيسي حزب الكتائب أمين الجميل و «القوات اللبنانية» سمير جعجع الاستعداد لخفض سقف طلباتهما لدى توزيع المرشحين على الدوائر. وفي هذا السياق ايضاً كشفت مصادر في الأكثرية ان القاعدة الشعبية الداعمة لقوى «14 آذار» تمر حالياً في حال من البلبلة أخذت تدفعها باتجاه السؤال عن مدى صدقية القيادات في ترجمة ادعاءاتها لجهة قدرتها على الاتفاق في الوقت المناسب الى خطوات عملية تسرّع ولادة اللوائح الانتخابية خصوصاً في الدوائر ذات الغالبية المسيحية. وسألت هذه المصادر: «ألم يحن الوقت لإنجاز اتفاق نهائي وغير قابل للتعديل؟ وإذاً ماذا ستقول هذه القيادات لقواعدها الشعبية في تبريرها للتأخير في إقفال ملف الترشيحات التي تنتهي ليل السابع من نيسان (ابريل) الجاري على توافق تام يسرّع وتيرة تشغيل الماكينات الانتخابية وتوحيدها خلاف ما هو قائم اليوم، إذ ان كل فريق يحرّك ماكينته لحسابه الخاص، ويدخل في منافسة غير «مشروعة» مع حليفه السياسي، خصوصاً ان البعض يتنافس مع الآخر لتثبيت مرشحيه في الدوائر التي تعتبر نتائجها مضمونة لمصلحة الأكثرية بدلاً من ان يلتفت الى ترتيب أوضاعه لخوض معركته ضد مرشحي المعارضة؟». وعليه تقف «قوى 14» آذار امام تحدي الإسراع في تظهير لوائحها الانتخابية الى العلن، ولا مانع – كما تقول هذه المصادر – من ان يتزامن استعداد النائب الحريري لإطلاق البرنامج الاقتصادي – الاجتماعي لتيار «المستقبل» في لقاء يعقد الأحد المقبل مع التوصل الى اتفاق على المرشحين ما يتيح الفرصة للأكثرية للبدء في هجومها الانتخابي واستنفار ماكيناتها الانتخابية الأمر الذي يُخرج جمهور «14 آذار» من دائرة القلق والانتظار غير المبرر. الى ذلك، التقى ليل امس رئيس «اللقاء النيابي الديموقراطي» وليد جنبلاط، الوزير طلال أرسلان في دارة الأخير في خلدة في حضور الوزير غازي العريضي، وذلك في إطار التواصل بينهما مع اقتراب موعد إجراء الانتخابات النيابية. وقالت مصادر مقربة من المجتمعين ان اللقاء يأتي بعد قرار رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي ترك المقعد الدرزي الثاني على لائحته في عاليه شاغراً بما يؤمن فوز أرسلان من دون معركة. وذلك تأكيداً لوحدة الجبل وللانسجام القائم بينهما لمنع حصول أي شرخ في الطائفة الدرزية جراء نتائج الانتخابات.