مقديشو، نيروبي - رويترز، أ ف ب - أعلن شهود ومصادر طبية أمس أن انفجار لغم في العاصمة الصومالية قتل ثمانية أشخاص، فيما قتلت قذائف مورتر أطلقها متمردون على مطار مقديشو لدى هبوط طائرة الرئيس شريف شيخ أحمد، ستة أشخاص. وأطلق متمردو «حركة الشباب المجاهدين» قذائف المورتر بعد قليل من هبوط طائرة الرئيس ورئيس البرلمان في وقت متقدم من مساء أول من أمس. وردت القوات الحكومية وقوات حفظ السلام الأفريقية بقصف معاقل المتمردين. وقال منسق خدمات الإسعاف علي موسى إن «كل قذائف المورتر أخطأت المطار، لكنها سقطت في مناطق مدنية». وأضاف أن القتلى الستة بينهم خمسة لاقوا حتفهم في سوق البكارة الذي يعج بالحركة وغالباً ما تشن حركة «الشباب» هجماتها منه. وبين القتلى أربع نساء. إلى ذلك، قال السكان في حي وابري في العاصمة إن ثمانية أشخاص قتلوا حين انفجر لغم مدفون قرب مقهى يرتاده الجنود الحكوميون، في ما بدا أنه هجوم على قوات الأمن. وقال شاهد يدعى يوسف عبدالقادر: «قتل الانفجار خمسة جنود وثلاثة مدنيين. تناثرت الأشلاء في كل مكان وكان بعض الضحايا المصابين يصرخون طلباً للمساعدة». وكان من المتوقع أن يعقد البرلمان الصومالي أمس للمرة الأولى منذ كانون الأول (ديسمبر) الماضي بعد انتكاسات متكررة، لكن الاجتماع ارجئ أربعة أيام «لأسباب فنية». وفر عشرات النواب الصوماليين من العنف في بلدهم التماساً للسلامة في دول أفريقية وأوروبية وفي الولاياتالمتحدة، ليبقى البرلمان من دون نصاب كافٍ للانعقاد. في غضون ذلك، أعلنت منظمة «هيومن رايتس ووتش» الحقوقية الأميركية في تقرير جديد أن مقاتلي «حركة الشباب» يرتكبون اغتيالات ويقومون بأعمال غير إنسانية ويمارسون «قمعاً عنيفاً» بحق المدنيين في جنوب الصومال الذي يسيطرون عليه. واعتبرت أن مقاتلي الحركة «فرضوا استقراراً اكبر في مناطق عدة من جنوب البلاد، لكن بثمن باهظ» يدفعه السكان المحليون، لا سيما النساء. وأشار التقرير المؤلف من 62 صفحة إلى «عقوبات مثل بتر الأعضاء والجلد يتعرض لها بعض المدنيين الذين لا يحترمون تفسيرهم للشريعة الإسلامية، وكذلك إعدام واغتيال من يشتبه في أنهم خونة أو من أنصار الحكومة». وأكدت أن مقاتلي الحركة التي تسيطر على وسط الصومال وجنوبه وأكبر قسم من العاصمة، يمارسون «قمعاً عنيفاً وشنيعاً» بحق المدنيين. وأعربت عن قلقها من «التجنيد القسري» الذي يستهدف الفتيان غير الراشدين، و «الهجمات العشوائية» التي تستهدف المدنيين في مقديشو وأعمال العنف التي يرتكبها مقاتلو الحركة وكذلك قوات الحكومة الانتقالية وقوة السلام الأفريقية. وأشارت إلى أن «الأطراف المتناحرة كافة مسؤولة عن انتهاكات عدة لقوانين الحرب». وأشارت إلى أن «المقاتلين يطلقون قذائف الهاون عشوائياً وبانتظام على المناطق المكتظة بالسكان التي تسيطر» عليها الحكومة «على ما يبدو بهدف استدراج رد» عنيف. وأضافت أن «قوة السلام التابعة للاتحاد الأفريقي قصفت بمدافع الهاون مناطق مكتظة بالسكان من دون اتخاذ الاحتياطات الضرورية لتفرق بين الأهداف المدنية والعسكرية». وخلصت إلى أن «الدعم الدولي الكبير الذي تحظى به الحكومة الانتقالية الصومالية من الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة، غالباً ما دفع بهؤلاء الفاعلين إلى تجاهل تجاوزات الحكومة الانتقالية وقوة السلام الأفريقية».