رفضت الحكومة الاردنية التعليق على قرار مجلس الوزراء الاسرائيلي امس بنقل اربعة اسرى اردنيين ينفذون عقوبة السجن المؤبد من اسرائيل الى الاردن ليكملوا مدة محكوميتهم في السجون الاردنية. وقالت مصادر في مكتب رئيس الوزراء الاردني ل"الحياة"ان عمان تنتظر مرور فترة ال48 ساعة التي يعطيها القانون الاسرائيلي للمتضررين من قرار الافراج عن الأسرى، للطعن به امام القضاء الاسرائيلي، مؤكدا ان قرار نقل الأسرى سيكون لمصلحتهم. لكن مصادر ديبلوماسية اردنية اكدت ل"الحياة"ان الجانب الاسرائيلي ابلغ عمان بالطرق الديبلوماسية ان قرار الحكومة الاسرائيلية سيمر من دون اعتراض شخصي من ذوي اثنين من الجنود الاسرائيليين الذين قتلوا اثناء عمليتين فدائيتين نفذهما الاسرى الاربعة في تشرين الثاني اكتوبر من عام 1990. ورغم الفرحة التي عمت اهالي الاسرى الاربعة سلطان العجلوني، وخالد ابو غليون، وسالم ابو غليون، وأمين الصانع، الا ان رئيس لجنة الاسرى والمفقودين صالح العجلوني اعترض على قرار نقلهم الى سجن اردني، مناشدا العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني الافراج عنهم فور وصولهم الى الاراضي الاردنية لعدم وجود أي سبب لسجنهم في الاردن. وقال العجلوني ل"الحياة":"لم نبلغ بتفاصيل الصفقة ولم نسمع عنها الا عبر وسائل الاعلام، ونحن نعارضها لانها لا تلبي الحد الادني من مطالبنا التي تتمثل بالافراج عن جميع الاسرى واعادتهم الى وطنهم بكل احترام، لا ان يزج بهم في سجون بلدهم من دون ذنب اقترفوه". واصدرت اللجنة بيانا امس ناشدت فيه الحكومة الاردنية"عدم تسجيل موقف غير مشرف عليها بحبس ابطالنا الاسرى في السجون الاردنية". واضاف:"ما هو السبب الذي يدعو الحكومة الى الزج بهؤلاء الابطال في السجون الاردنية، ما الذي جناه هؤلاء بحق وطنهم؟". وفي الوقت نفسه، استنكرت اللجنة المعايير المزدوجة التي تنتهجها الحكومة الاسرائيلية برفضها الافراج عن الاسير الاردني الخامس علي صبري عطاطرة الذي اعتقل قبل توقيع معاهدة وادي عربة بين الاردن واسرائيل. وكان رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت وعد العاهل الاردني الذي التقاه في مدينة البتراء منتصف ايار مايو الماضي، بالافراج عن الاسرى الاردنيين الاربعة الذين اعتقلوا قبل توقيع اتفاقية السلام الاردنية - الاسرائيلية عام 1994. ومن المنتظر ان يلتقي السفير الاردني في تل ابيب علي العايد بالأسرى الاربعة ويطلعهم على صيغة القرار وحيثياته. وكان الاربعة وافقوا سابقا على صفقة نقلهم الى السجون الاردنية حسب المصادر الاردنية. وتقدر لجنة الأسرى عدد الاردنيين في السجون الاسرائيلية بنحو 37 شخصا، منهم خمسة اعتقلوا قبل عام 1994، فيما تقول اللجنة ان لديها سجلاً بنحو 30 اردنيا عسكريا ومدنيا فقدوا اثناء العدوان الاسرائيلي عام 1967 وترفض اسرائيل كشف مصيرهم.