مرت ساعات طويلة قبل ان يرحب رئيس الحكومة الفلسطينية سلام فياض بدعوة الرئيس بوش اول من امس لعقد مؤتمر عربي - اسرائيلي للسلام في المنطقة الخريف المقبل، وامتنع حتى وزير اعلامه رياض المالكي عن الرد على اسئلة الصحافيين عقب الخطاب. ويوم امس، رحب فياض بهذه الدعوة بصورة بدت رسمية. وقال للصحافيين لدى افتتاحه معسكرا للشباب في رام الله:"نرحب بدعوة الرئيس بوش على ضوء ما تضمنته من اعادة للتأكيد على التزام الولاياتالمتحدة بعملية سياسية ذات مغزى تقود الى انهاء الاحتلال الاسرائيلي واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة". لكن المراقبين في الاراضي الفلسطينية بدوا قلقين من دعوة بوش لعقد هذا المؤتمر. وقال الدكتور علي الجرباوي استاذ العلوم السياسية في جامعة بيرزيت في الضفة الغربية ل"الحياة":"يواجه الرئيس الاميركي ضغوطاً في العراق وافغانستان وفي الولاياتالمتحدة نفسها وكذلك في غزة بعد حماس، لذلك يريد ان يظهر بمظهر من يفعل شيئاً، لكن عملياً هو يحرك الازمة ولا يحلها". واضاف:"حل الصراع الفلسطيني - الاسرائيلي يتطلب من اسرائيل واميركا خطوتين، الاولى الاعلان عن موعد انتهاء الاحتلال، والثانية الاعلان عن مكان اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة. من دون ذلك لن يكون هناك حل، والرئيس بوش لا يقدم شيئاً من هذا في المؤتمر المنوي عقده". ويخشى الفلسطينيون ان يكون هذا المؤتمر مناسبة لتطبيع العلاقات بين الدول العربية واسرائيل قبل ايجاد حل للقضية الفلسطينية. وكان بوش اعلن في الخطاب المذكور عن رزمة مساعدات اقتصادية للسلطة الفلسطينية وهو ما اعتبرته حركة"حماس"، المنافس القوي لحركة"فتح"، تدخلا في الشؤون الفلسطينية، ودعما سياسيا لجهة مقابل التنازل عن الحقوق الوطنية، كما جاء على لسان الناطق باسمها فوزي برهوم. ويسعى الجانبان الفلسطيني والاسرائيلي في هذه المرحلة الى احياء اتفاق"اوسلو". وشُكلت اخيراً لجنة لاعادة الاوضاع في الضفة الغربية الى ما كانت عليه قبل اندلاع الانتفاضة عام 2000. لكن التوقعات لنتائج هذه اللقاءات لا تبدو متفائلة. وقال الدكتور علي الجرباوي:"الولاياتالمتحدة تريد فرض الحل الاسرائيلي علينا، والحل الاسرائيلي معروف، انسحاب حتى حدود الجدار، وهذا غير مقبول لأي فلسطيني". واضاف:"الاسرائيليون غير جاهزين لحل تاريخي، والرئيس الاميركي لم يتدخل من اجل ايجاد حل مقبول وهو في اوج حكمه، فكيف له ان يفعل ذلك وهو يستعد للخروج من البيت الابيض؟".