سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
السفارة الأميركية ستنتقل إلى مبنى جديد خلال أشهر ... والمسلحون اخترقوا تحصيناتها . المنطقة الخضراء وسط بغداد ينقصها سقف لحمايتها والمسؤولون العراقيون يعيشون حالة حصار دائم
"عشر ثوان فقط هي ما يتاح للمسؤولين في المنطقة الخضراء وسط بغداد كي يتفادوا الهجمات الصاروخية"، كما يؤكد دانييل دل كاستيلو، أحد المسؤولين الصحافيين في السفارة الاميركية، التي اعلنت أمس مقتل ما لا يقل عن ثلاثة أشخاص أحدهم عسكري واصابة 18 بينهم خمسة أميركيين بهجمات صاروخية باتت شبه يومية على المنطقة الأمنية التي لم تعد محصنة. يقول كاستيلو ل"الحياة"إن"المنطقة الخضراء مزودة أجهزة حساسة تطلق صفارات انذار فور تحسسها مواد متفجرة في الجو. وتشرع باطلاق القذائف على مصادر النار المعادية"، مشيراً الى أنها"تتيح للمقيمين عشر ثوان فقط كي يهرعوا إلى الملاجئ". ويضحك دل كاستيلو من فكرة بناء سقف للمنطقة لتفادي الهجمات الصاروخية. ويلفت الى ان العاملين في السفارة سينتقلون الى مبنى جديد داخل المنطقة ذاتها خلال الأشهر القليلة المقبلة، و"هو أكثر أمناً من المبنى الحالي". ويؤكد أحد المسؤولين الأمنيين العراقيين في المنطقة الخضراء، مشترطاً عدم ذكر اسمه، ل"الحياة"أن مبنى"السفارة الأميركية الجديد صمم بطريقة خاصة لتفادي الهجمات الصاروخية أو أي نوع آخر من الهجمات الخارجية، وزود نظاماً أمنياً عالي التحسس، تجنباً للاختراقات، وروعي في تصميمه تأمين الحاجات الحيوية للعاملين فيه لفترات طويلة". وعن الهجمات الصاروخية التي تتعرض لها المنطقة الخضراء يومياً، قال إنها"تشن باستخدام راجمات الصواريخ وصواريخ الكاتيوشا أو قذائف الهاون، وهي تطلق من منصات متحركة محمولة على سيارات". ويشدد على أنها"لا تسفر عن خسائر كبيرة، وان المسؤولين العراقيين يلجأون الى غرف محصنة شبيهة بالملاجئ عند حدوث هذه الهجمات". وللمنطقة الخضراء مداخل عدة أبرزها المدخل الرئيسي في منطقة العلاوي المخصص للزوار ومجلس النواب ومجلس الوزراء. ولا يسمح لساكني المنطقة من العراقيين باستخدام هذا المدخل. وهناك أيضاً مدخلان فرعيان، يؤدي الأول الى قصر المؤتمرات وفندق الرشيد، ثم ساحة مفتوحة وعدد من الطرق المؤدية الى داخل المنطقة، حيث تقع غالبية السفارات الأجنبية. وبتجاوز نقطة التفتيش الأخيرة المؤدية الى قصر المؤتمرات، تصبح الاجراءات الأمنية أكثر صرامة، والتوغل أبعد من ذلك شبه مستحيل بالنسبة إلى غير العاملين. أما المدخل الفرعي الثاني فيقود الى مجلس الوزراء والمباني الحكومية الأخرى. ويقول أحد الصحافيين المكلفين تغطية جلسات البرلمان، إن"الأميركيين يفرضون اجراءات مشددة، ويُخضعون الوافدين إلى المنطقة للتفتيش اليدوي والآلي، إضافة الى تفتيش ما يحملون من أجهزة باستخدام الكلاب البوليسية"، ويؤكد أن"الداخل الى المنطقة يقضي أكثر من 20 دقيقة في أفضل الأحوال، خاضعاً للتفتيش". أما ثاني أبرز مدخل فيقع في منطقة الكرادة، جنوببغداد بمحاذاة الجسر المعلق، وعادة ما يستخدمه أهالي المنطقة والعاملون فيها وعمال البناء. ويقول العامل أحمد إن"الشركات تملك شارات خاصة يطلق عليها"أو دي أو"تسمح لحامليها بادخال ما لا يقل عن 15 شخصاً الى المنطقة". ويلفت إلى وجود عدد آخر من شارات مخصصة لسكان المنطقة، وبعضها خاص بالعاملين من مترجمين وموظفين وهؤلاء لا يحق لهم ادخال أحد معهم، إضافة الى الشارات الخاصة بالحاصلين على الجنسية الأميركية، وهذه تتفاوت صلاحيات حاملها والمساحة التي يتحرك فيها، تبعاً للون الشارة. ويؤكد أحمد ان الشارة البرتقالية تتيح لصاحبها الوصول الى أبعد نقطة في المنطقة الخضراء من دون مساءلة أو مراقبة.