يحاول البيت الأبيض فك عزلته السياسية الداخلية، وتجنب المزيد من الانشقاق في صفوف الجمهوريين بالتأكيد أن نجاح الاستراتيجية الحالية في العراق يمهد ل"خفض عدد القوات وتحديد دورها"السنة المقبلة، فيما بدأ الكونغرس دراسة تشريع جديد للانسحاب خلال أربعة أشهر. وأكد الرئيس جورج بوش أمس، أن أي قرار بالانسحاب يحدده القادة العسكريون وأن في وسع الولاياتالمتحدة ان تكون في موقع يتيح لها حماية الحدود العراقية ومحاربة"القاعدة". في جدة، استقبل وزير الداخلية السعودي الأمير نايف بن عبدالعزيز أمس وفداً أمنياً عراقياً برئاسة مستشار الأمن الوطني موفق الربيعي. وناقش الجانبان، بحضور، رؤساء أجهزة أمنية في البلدين ومستشارين، قضايا تهريب المخدرات والأسلحة والمتسللين. وفيما قتل أمس حوالي المئة عراقي في هجمات وتفجيرات في معظم المدن، اشتد الصراع على حي العامرية في بغداد، حيث احتفل"الجيش الاسلامي"بتطهير المنطقة من مسلحي تنظيم"القاعدة"، مؤكداً عدم تلقيه أي دعم من القوات الأميركية. وأمام ارتفاع الأصوات المطالبة بالانسحاب واستغلال الديموقراطيين انقلاب نواب جمهوريين على استراتيجية بوش، والسعي الى اقرار قانون يدعو الى بدء جدولة انسحاب القوات المقاتلة خلال ثلاثة أشهر والانتهاء منه في 30 نيسان أبريل المقبل، توجه البيت الأبيض الى القيادة الجمهورية في الكونغرس للحفاظ على تماسكها ومنع تمرير القانون. وأفادت صحيفة"واشنطن بوست"أن مستشار الأمن القومي ستيفن هادلي والمنسق الجديد في العراق الجنرال دوغلاس لوت اجتمعا مع نواب جمهوريين ليل الاثنين وطلبا منهم منح الاستراتيجية مزيداً من الوقت، وعرضا الخطة المستقبلية لبوش التي تنص على"خفض عدد القوات"العام المقبل"إذا تحسنت الأوضاع الأمينة". على صعيد آخر، نفى القائد العسكري ل"الجيش الاسلامي"في بغداد"ابو العبد"ما تردد عن تلقي جماعته دعماً اميركياً لقتال"القاعدة"في منطقة العامرية غرب بغداد، فيما اكد قيادي في"الحزب الاسلامي"ان انشقاقاً حصل داخل الفصيل المسلح. وقال"ابو العبد"في اتصال مع"الحياة"إن"ما يتم الترويج له عن تلقي مقاتلينا دعماً عسكرياً أو لوجستياً اميركياً عار عن الصحة"وان"الاستعراض العسكري الذي نفذه بعض مقاتلي الجيش الاسلامي في حي العامرية كان لبيان حجم وجودنا في هذه المدينة التي تشرفت بمقارعة الاحتلال". وكان تنظيم"القاعدة"الذي يوقع بياناته باسم"دولة العراق الاسلامية"نشر قبل ايام بياناً موثقاً بشريط مصور، قال فيه ان مقاتليه يفرضون سيطرتهم على العامرية، ما اعتبر رسالة تحد الى"الجيش الاسلامي"الذي خاض خلال الاسابيع الماضية قتالاً دامياً مع عناصر"القاعدة"قبل توقيعه اتفاقاً لوقف النار مع ممثلين عن"دولة العراق الاسلامية". الى ذلك، نفى عمار الوجيه القيادي في"الحزب الاسلامي"بزعامة نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي سيطرة"الجيش الاسلامي"على منطقة العامرية غرب بغداد بعد طرد مسلحي"القاعدة منها"، مضيفاً ان ان"قيادة الجيش الاسلامي نفت علاقتها بالعمليات التي يقوم بها هذا الفصيل في العامرية، ما يعني وجود انقسامات داخل هذه المنظمة". واوضح ان"ما يحدث في العامرية جزء من نهضة الاهالي ضد تصرفات القاعدة غير المبررة باستهداف الأهالي، وجميعهم من السنة، بالقتل والتهجير". ووصف وجيه تحالف بعض فصائل المقاومة مع القوات الاميركية بأنه"خطوة تكتيكية لكسب صفحة من صفحات معركتها على الأرض في مواجهة القاعدة". وكان الجيش الاميركي أصدر بياناً أعلن فيه افتتاح"موقع قتالي أمامي"في حي العامرية"لمساعدة السكان السنة على تخليص أحيائهم من المتمردين". وتناول الاجتماع، الأول من نوعه على المستوى الأمني بين السعودية والعراق ، مسألة ضبط الحدود. وكانت الرياض أكدت في أكثر من مناسبة تحملها وحدها مشقة ضبط الحدود وطالبت الجانب العراقي بالتحرك من الجهة المقابلة المشرعة"لجماعات تهريب المخدرات والأسلحة والمتسللين". وكان الربيعي وصل إلى مطار الملك عبدالعزيز في جدة عصر أمس، على رأس وفد وُصف عراقياً بأنه"رفيع المستوى"، يضم مسؤولين أمنيين وديبلوماسيين. وكان الأمير نايف وأركان وزارته في مقدم مستقبلي الوفد، ثم توجه الجميع إلى مقر وزارة الداخلية لإجراء جولة من المحادثات المقرر أن تستمر يومين.