وصلت الخلافات بين الفصائل العراقية المسلحة وتنظيم "القاعدة" الى "طريق اللاعودة"، على ما قال قيادي في"الجيش الاسلامي"بعد المواجهات الدامية في حي العامرية اعترف تنظيم"دولة العراق الاسلامية"بسقوط أحد"أمرائه"خلالها. وقتل أمس حوالي 25 عراقياً بينهم كاهن كلداني وثلاثة من مساعديه في هجوم على كنيسة في الموصل. وفيما نفى التيار الصدري أي علاقة له بإيران وبخطف البريطانيين واتهم القوات الأميركية بإشاعة هذه التهمة لتبرير استهداف زعيمه مقتدى الصدر،"تمهيداً لاغتياله"، أعلن الجيش الأميركي مقتل سبعة من جنوده وأكد قائده السابق في العراق ان واشنطن لا يمكن أن تنتصر في العراق. قال الجنرال المتقاعد ريكاردو سانشيز الذي قاد قوات التحالف في العراق خلال السنة الاولى من الاحتلال، إن الولاياتالمتحدة لن تحقق النصر في الحرب في العراق. ونقلت وكالة"فرانس برس"عنه قوله"لو كنا اتخذنا الخطوات السليمة سياسياً واقتصادياً مع القيادة العراقية المناسبة، لكنا تمكنا على الأقل من تجنب الهزيمة". ويعد سانشيز أول قائد عسكري اميركي سابق بارز يلمح الى ان الادارة الاميركية أخفقت في العراق. وقال في أول مقابلة يجريها منذ تقاعده العام الماضي"إنني مقتنع تماماً بأن اميركا تعاني من أزمة في القيادة في هذا الوقت". وتابع:"يجب ان نبذل كل ما في وسعنا لمساعدة الجيل المقبل من القادة على الأداء بشكل أفضل من الأداء خلال السنوات الخمس الماضية، وأفضل من أداء هذه المجموعة من القادة السياسيين والعسكريين". وأوضح انه يشير الى"القيادة السياسية الوطنية كلها"وليس الى الرئيس جورج بوش وحده. ووصف سانشيز الوضع في العراق بأنه قاتم، وعزا ذلك الى"الأداء السيئ في المراحل الاولى ونقل السلطة". وقال انه كان شخصياً من بين الذين ارتكبوا أخطاء في السنة الاولى الحاسمة بعد اطاحة الرئيس العراقي السابق صدام حسين. ويحاول المسؤولون العراقيون التوصل الى اتفاقات تنسجم مع الضغوط الاميركية في ما يتعلق بقضية كركوك، فبعد يوم من عودة رئيس الوزراء نوري المالكي من اربيل شمال، حيث التقى زعيم اقليم كردستان مسعود بارزاني، قال مقربون اليه انها ركزت على هذه القضية، وتوزيع عائدات النفط. وغادر بارزاني الى مصيف دوكان في السليمانية معقل الرئيس العراقي جلال طالباني الذي قطع زيارته لواشنطن للبحث في التسوية الخاصة بالمدينة الغنية بالنفط. وتعرض شمال العراق أمس لقصف تركي بعد تهديد أنقرة بالتدخل عسكرياً لوضع حد لحزب"العمال الكردستاني". وأكد النائب عن الكتلة الكردية محمود عثمان ان الاكراد أبلغوا المالكي"ضرورة إنهاء القضية في الوقت الملائم وعدم التراجع عن الالتزامات والوعود". وقال إن هناك ضغوطاً تمارسها بعض الأطراف على الجانب الكردي، منها تهديدات لتركيا في الشمال لاتخاذ مواقف أكثر مرونة في مسألة كركوك، مرجحاً ان يوافق الاكراد على تأجيل تطبيق المادة من دون التفريط ب"الحلم الكردي". وأعلن العراق ان القوات التركية قصفت موقعاً جبلياً لمتمردين أكراد في شمال البلاد بعد يوم من دعوة المالكي أنقرة الى استخدام الديبلوماسية لحل التوتر المتصاعد في المنطقة. وبينما يقول سكان ان تركيا تقصف المنطقة بصورة شبه يومية يأتي الهجوم الاخير بعد أيام من حشد أنقرة دبابات على حدودها مع العراق وتزايد التكهنات بأن حكومة رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان تخطط لتوغل عسكري. على صعيد آخر، قال النائب عن الكتلة الصدرية بهاء الاعرجي ل"الحياة"إن التصعيد الاميركي إزاء تياره وقادة"جيش المهدي"ليس أمراً جديداً"وربما يتخذون من حادث خطف البريطانيين سبباً لاستهداف الصدر شخصياً وتصفيته"، نافياً الأنباء التي ترددت عن مفاوضات أجراها برفقة قائد في"جيش المهدي"مع المالكي لإطلاق البريطانيين مقابل ضمانات بعدم استهداف قادة التيار. كما نفى مكتب رئيس الوزراء في بيان امس"ما تناقلته بعض وسائل الإعلام عن عقد اجتماع مع وسيط للإفراج عن المخطوفين الخمسة". وكانت مواجهات تجددت امس في محافظة الديوانية جنوببغداد بين عناصر من ميليشيا"جيش المهدي"والقوات الاميركية والعراقية بعد أيام من توقيع الصدر وثيقة عهد مع محافظين في جنوبالعراق لوقف المواجهات مع تياره. في هذا الوقت وصلت العلاقة بين تنظيمات عراقية مسلحة وتنظيم"القاعدة"الى"طريق اللاعودة"على حد وصف قيادي في"الجيش الاسلامي"قال ل"الحياة"في اتصال هاتفي إن"علاقات الجماعات المقاومة مع التنظيم وصلت الى طريق مسدود. وان التنظيم المتشدد اختار ان يكون"سكينا"في ظهر مشروع المقاومة العراقية الاسلامية"، نافياً ما تردد عن مساعدة القوات الاميركية والعراقية لعناصر"الجيش الاسلامي". الى ذلك أكد"ابو حذيفة"، أحد كبار قياديي"الجيش الاسلامي"في بغداد ان ما حصل في العامرية"لا يمكن التعامل معه في معزل عن مجمل العلاقة بين عناصر"القاعدة"والمجموعات العراقية الاخرى". وأن"الجيش الاسلامي تحمل من سلوك التنظيم ما لا يمكن السكوت عنه حتى وصل الأمر الى قتل المجاهدين المقاومين والتشكيك بهم ومحاولة تهجيرهم من مناطقهم". وأصدرت"القاعدة"بياناً هددت فيه باللجوء الى الرد على أحداث العامرية، وجاء في البيان الموقع باسم"دولة العراق الاسلامية":"نقف هنا وقفةً موجزةً للضرورة الملحة ولوضع النقاط على حروفها فنقول إن من ثبت له عقد الإسلام فإن من كبائر الذنوب بعد الشرك بالله استحلال دم مسلم معصوم"و"عندما كان جنود الدولة يُسْتَهْدَفون ويُقتل منهم من قِبَل بعض الجماعات الجهادية لم نكن نسارع إلى القنوات أو المنتديات لنشر هذا على الملأ، مع أنه قُتل منا كثير في جنوببغداد، والتاجي"وإن"تكرر هذه التصرفات يجعلك بين نارين: نار العدو الخارجي من أمامك، ونار من يضربك من بني جلدتك من خلفك، فلا بد من حسم المسألة معه إما بتركه لهذا الأسلوب، أو مواجهته".