يبحث منتخب الإمارات لكرة القدم عن انجاز آسيوي أول، بعد ان ذاق طعم الألقاب بتتويجه بطلاً لكأس الخليج الپ18 على أرضه مطلع العام الحالي، وذلك عندما يشارك في كأس آسيا الپ14 من 7 إلى 29 تموز يوليو المقبل في تايلاندوفيتنام وماليزيا وإندونيسيا. وأوقعت القرعة منتخب الإمارات في المجموعة الثانية إلى جانب فيتنام المضيفة وقطرواليابان بطلة النسختين الماضيتين. ولم يسبق للإمارات ان أحرزت اللقب الآسيوي، لكنها كانت قاب قوسين ان أدنى من ذلك في النسخة الپ11 على أرضها عام 1996، قبل ان تسقط في المباراة النهائية امام السعودية 2-4 بركلات الترجيح بعد تعادلهما صفر-صفر. وتأتي كأس آسيا بعد نحو خمسة أشهر على اول انجاز لمنتخب الإمارات بإحرازه لقب بطل دورة الخليج، اثر تغلبه على نظيره العماني 1- صفر في النهائي، ليفتح بذلك صفحة مع البطولات بعد ان عجز عن ذلك مراراً خليجياً وآسيوياً. وتبقى ذكريات تأهل منتخب الإمارات إلى نهائيات كأس العالم في ايطاليا عام 1990 صفحة ناصعة في تاريخ الكرة الإماراتية. الانجاز الإماراتي الأول تحقق بإشراف مدرب محنك هو الفرنسي برونو ميتسو الذي يعرف مستوى الكرة الآسيوية جيداً، كونه يعمل في المنطقة الخليجية منذ فترة، فقاد العين إلى لقب بطل آسيا عام 2003، ثم توجه إلى الغرافة القطري ليحرز معه الدوري أيضاً، انتقل بعدها إلى اتحاد جدة لفترة وجيزة قبل ان يتعاقد مع الاتحاد الإماراتي للإشراف على المنتخب. ولتجنيب المنتخب كأس التغييرات المستمرة في الجهاز الفني، عمد الاتحاد الإماراتي إلى تجديد عقد ميتسو حتى "مونديال" 2010. بداية متأخرة بداية الإمارات في النهائيات الآسيوية تأخرت إلى عام 1980 في النسخة السابعة التي أقيمت في الكويت، لكنها من حينها واظبت على بلوغ النهائيات باستثناء النسخة الپ12 في لبنان عام 2000. بدأ الإماراتيون يهتمون أكثر وأكثر بتطوير مستوى منتخبهم، فتعاقدوا مع المدرب الشهير البرازيلي كارلوس البرتو باريرا قاد منتخب بلاده إلى لقب كأس العالم عام 1994 فأشرف على المنتخب في نهائيات البطولة الثامنة في سنغافورة عام 1984. وفي النهائيات، حلت الإمارات ثالثة في المجموعة الثانية وخرجت من الدور الأول. وتولى تدريب منتخب الإمارات البرازيلي الآخر ماريو زاغالو اشرف على منتخب بلاده في"مونديال"1998، وأهلها إلى نهائيات البطولة التاسعة في قطر عام 1988. ولم يكن حظه أفضل من سلفه، إذ فشل في قيادة المنتخب إلى الدور الثاني، إذ حل رابعاً في المجموعة. واستغنى الاتحاد الإماراتي عن المدرسة البرازيلية بعد فشلها مع المنتخب في البطولة الآسيوية، وتعاقد مع الأوكراني فاليري لوبانوفسكي الذي قاده إلى نهائيات البطولة العاشرة أيضاً في اليابان عام 1992، علماً بأن الإمارات كانت دائماً تستضيف تصفيات مجموعتها على أرضها. ونجحت الإمارات في بلوغ الدور نصف النهائي للمرة الأولى في تاريخ مشاركاتها في نهائيات اليابان، إذ حلت أولى في المجموعة الأولى وأحرزت المركز الرابع اثر خسارتها امام الصين بركلات الترجيح 3-4 بعد تعادلهما 1-1 في الوقتين الأصلي والإضافي. وكانت الإمارات على موعد مهم في البطولة الپ11 عام 1996 على أرضها بقيادة مدرب جديد هو الكرواتي ايفيتش الذي قادها إلى أفضل مركز آسيوي حتى ذلك التاريخ بعد ان حلت وصيفة للسعودية. ومرت الكرة الإماراتية بعد ذلك بمرحلة حرجة جداً وبدأت تسير في خط انحداري بشكل مخالف تماماً لمرحلة الصعود الباهر الذي كللته بمشاركتها في نهائيات كأس العالم في ايطاليا عام 1990. وكانت الحقبة الأكثر فشلاً في تاريخها تلك التي اشرف فيها البرتغالي كارلوس كيروش على منتخبها، إذ إنه وضع خطة طويلة الأمد وعجز عن تحقيق اي انجاز يذكر. وحل الكرواتي يوريسيتش ستريشكو بدلاً من كيروش في قيادة المنتخب الإماراتي في التصفيات الاخيرة المؤهلة إلى نهائيات لبنان، لكنه فشل في قيادته إليها، ليبدأ البحث عن مدرب من طراز عالمي إلى ان رست الأمور على الفرنسي هنري ميشال، في محاولة لاستعادة البريق خصوصاً ان تصفيات كأس العالم 2002 كانت على الأبواب، لكن نصيبه كان الفشل أيضاً. وكانت الصدمة كبيرة على الإماراتيين بعد خسارة منتخبهم امام أوزبكستان في التصفيات المؤهلة إلى نهائيات آسيا في لبنان عام 2000، ما حرمه فقدان بطاقة التأهل. وفي التصفيات المؤهلة إلى نهائيات الصين عام 2004، حلت الإمارات ثانية في المجموعة السابعة بفارق نقطة خلف تركمانستان. وفي الصين، وقعت الإمارات في المجموعة الثانية إلى جانب كوريا الجنوبيةوالأردنوالكويت، وحلت رابعة وأخيرة بنقطة واحدة. وفي التصفيات المؤهلة إلى كأس آسيا 2007، تصدرت الإمارات المجموعة الثالثة جامعة 13 نقطة، بفارق نقطة امام عمان رفيقتها إلى النهائيات، فيما حل الأردن ثالثاً بعشر نقاط، وباكستان رابعة وأخيرة من دون رصيد.