سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
دوريات أمنية مكثفة ودعوات إلى الحذر غداة إحباط مخطط تفجير السيارتين المفخختين . الشرطة البريطانية تتعرف إلى مشبوه وموقع "إسلامي" ينشر رسالة تهديد من "القاعدة"
باشرت شرطة مكافحة الإرهاب في بريطانيا أمس، حملة مطاردة منفذي محاولة تفجير سيارتين فخختا بالبنزين والغاز والمسامير في منطقتي بيكاديللي وترافالغر سكوير وسط لندن، فيما تولى محققوها درس ساعات من شرائط فيديو لنحو 160 كاميرا للمراقبة مثبتة في الشوارع. وأفادت مصادر أمنية بأن الشرطة توصلت إلى معرفة هوية أحد سائقي السيارتين، في وقت كثفت دورياتها في العاصمة لندن وأعادت النظر في الإجراءات الأمنية المتخذة لمواكبة عدد من الأحداث العامة في المدينة، وأهمها مسيرة للمثليين وبطولة ويمبلدون لكرة المضرب وحفلة موسيقية لتكريم الأميرة الراحلة ديانا في استاد ويمبلي، علماً أنها حضت الجميع على التزام اليقظة خصوصاً بعد العثور على السيارة المفخخة الثانية". لكن كن ليفنغستون عمدة لندن طالب سكان العاصمة بعدم ملازمة بيوتهم، وقال:"أعتقد بأنهم في آمان كامل". وعقدت لجان الطوارئ الحكومية المعروفة باسم"كوبرا"اجتماعاً ثانياً أمس للبحث في محاولتي التفجير، فيما رأى محللون أن اكتشاف السيارة الثانية يحفز المحققين على الاشتباه في تورط متعاطفين مع تنظيم"القاعدة"التي تبنت الهجمات الانتحارية التي استهدفت وسائل النقل في لندن في السابع من تموز يوليو 2005 وأسفرت عن مقتل 52 شخصاً. وكانت مصادر حكومية أشارت إلى أن أي معلومات استخباراتية محددة لم تتوافر عن محاولتي التفجير، لكن تقارير تحدثت عن رصد أجهزة استخبارات غربية حواراً عن استهداف بريطانيا أجري بين"جهاديين"داخل المملكة المتحدة وخارجها، علماً أن مستوى التحذير من الإرهاب في بريطانيا حالياً هو"خطر"، أي أدنى بمرتبة واحدة فقط من المستوى الأعلى"الحرج". رسالة ل "القاعدة" ونشرت شبكة"سي بي أس"التلفزيونية الإخبارية مضمون رسالة من 300 كلمة وضعت على موقع إلكتروني إسلامي وتضمنت تهديداً بوقوع تفجير في مدينة لندن. وأوضحت الشبكة أن الرسالة نشرها مساهم عادي في المنتدى عرف نفسه باسم"أبو أسامة الحزين"، وذلك قبل ساعات من تحديد مكان سيارة المرسيدس المفخخة الأولى خارج أحد الملاهي الليلية. وجاء في الرسالة:"لقد هددكم يوماً أمير القاعدة أسامة بن لادن ونفّذ تهديداته، واليوم أقول: ابتهجوا بإذن الله فإن لندن ستفجر". وهاجمت الرسالة منح بريطانيا الكاتب سلمان رشدي لقب"فارس". بدورها، أشارت صحيفة"تايمز"إلى أن ملاهي ليلية تلقت تحذيرات قبل نحو أسبوعين من احتمال وقوع هجمات بينها ملهى"تايغر تايغر"الذي عثر أمامه على إحدى السيارتين المفخختين. وفي سياق التحليلات الاستخباراتية لأهداف محاولتي التفجير، رأت بولين نيفيل جونز المسؤولة السابقة عن اللجنة المشتركة للاستخبارات البريطانية 1991 - 1994، أن المؤامرة"استهدفت الحكومة الجديدة برئاسة غوردن براون"، فيما صرح الخبير الاستخباراتي بول بيفر بأن المؤامرة تحمل كل بصمات الهجمات الإسلامية الشبيهة بتلك التي تقع في العراق وجنوب لبنان والأراضي الفلسطينية. وقال إن منفذي الاعتداءات الفاشلة يؤكدون حالياً أنهم ما زالوا قادرين على تنظيم اعتداءات، على رغم حملة مكافحة الإرهاب التي يشنها الأميركيون بدعم من البريطانيين. وأكد بيفر أن مجموعة أسباب تقف وراء الاعتداءات، كتعيين توني بلير موفداً دولياً إلى الشرق الأوسط والذي يعتبره إسلاميون موالياً للأميركيين والإسرائيليين. وفي الولاياتالمتحدة، أعلن وزير الأمن الداخلي مايكل تشيرتوف أن واشنطنولندن تجريان اتصالات مكثفة في أعقاب إحباط شرطة لندن مخطط تفجير السيارتين، لكنه أكد عدم رصد أي إشارة إلى وجود هجوم وشيك في الولاياتالمتحدة، وذلك قبل أيام قليلة من احتفالات بعيد الاستقلال. على صعيد آخر، اتهمت هيئة محلفين في بروكلين راسل ديفريتاس وكريم ابراهيم وعبدالقادر وعبدالنور بالتورط بمؤامرة مزعومة لتفجير مطار جون كنيدي الدولي في نيويورك مطلع حزيران يونيو الماضي. ووصف مسؤولون قانونيون الخطة بأنها"مرعبة"في مرحلة أولى، لكن السلطات اعترفت بأن المؤامرة كانت"طموحاً أكثر منها عملية ولم تشكل تهديداً مباشراً"، مشيرة إلى أن المعتقلين سعوا إلى مساعدة جماعة إسلامية متطرفة في ترينيداد وقفت وراء محاولة انقلاب نفذت عام 1990. واعتقل عامل الشحن السابق الأميركي المتحدر من جيانا، ديفريتاس 63 سنة، في نيويورك، فيما يمثل ابراهيم وهو من ترينيداد وتوباغو وعبدالقادر وعبدالنور من جيانا أمام جلسة كفالة في ترينيداد غداً، بعدما رفضت السلطات الإفراج عنهم بكفالة.