أكد الجيش التركي عزمه على "محاربة الارهاب" وهدد بالرد "بالطريقة المناسبة" على هجمات المتشددين الاكراد، داعياً السكان الى التصدي"بكثافة"لحزب العمال الكردستاني، وسط تكهنات متزايدة بأنه قد يشن هجوما كبيراً على شمال العراق لسحق المتمردين الذين يختبئون هناك. وفي اشارة الى تصريحات قائد الجيش يشار بويوكانيت في نيسان ابريل، التي حض فيها الحكومة التركية على السماح لقوات الجيش بالتوغل في شمال العراق للقضاء على المتمردين، دعت هيئة الاركان المشتركة للجيش التركي الحكومة الى السماح للقوات بدخول شمال العراق لملاحقة متمردي حزب العمال الكردستاني الذين يتمركزون هناك، وأكدت ان"القوات المسلحة التركية عازمة بكل ثبات على محاربة الارهاب. والحقيقة التي لا جدال فيها اننا سنرد على هذه الهجمات"في اشارة الى سلسلة من هجمات المقاتلين الاكراد ضد اهداف مدنية وعسكرية في تركيا. وبدأ صبر الجيش والحكومة التركية ينفد بدرجة كبيرة من سلسلة من الهجمات على اهداف مدنية وعسكرية في تركيا شنها مقاتلو حزب العمال الكردستاني المحظور الذي يعمل في الاغلب من المنطقة الكردية في شمال العراق. وقتل الاثنين سبعة من قوات الامن حين هاجم متمردو حزب العمال الكردستاني مقر قيادتهم في اقليم تونجلي في شرق تركيا في واحدة من أكثر الهجمات دموية من حيث عدد القتلى منذ نحو عام. وفي ايار مايو قتل ثمانية أشخاص حين فجر مهاجم قالت السلطات انه من اتباع حزب العمال الكردستاني نفسه في مركز تجاري في انقرة العاصمة التركية الآمنة بدرجة كبيرة. وجاء في بيان هيئة الاركان:"حان الوقت لرؤية حقيقة هذه الاحداث"، مهاجماً منظمات وأفراداً قال انهم يستغلون افكار الديموقراطية والحرية"كستار"للدفاع عن الارهاب. ويبدو ان هذا الانتقاد موجه خصوصاً الى لاتحاد الاوروبي الذي تطمح تركيا للانضمام اليه. ويقول الجيش ان الاصلاحات التي يطالب بها الاتحاد الاوروبي تعوق جهوده للقضاء على الارهاب. وهاجم البيان بشكل غير مباشر الليبراليين الذين يطالبون بمنح الاقليات العرقية المزيد من الحريات، قائلا ان ذلك يضر بأمن الامة ووحدتها. واضاف ان"القوات المسلحة تأمل بأن يظهر الشعب التركي عزمه على مقاومة الاعمال الارهابية هذه بكثافة". وأدى هذا البيان الى خفض قيمة الليرة التركية في الاسواق بنحو واحد في المئة. ويقول محللون ان توغل تركيا عسكريا بشكل كبير في شمال العراق ما زال غير مرجح نظراً للمخاطر السياسية والديبلوماسية والامنية، لكن مع اقتراب الانتخابات في تموز يوليو المقبل يضغط الرأي العام على الحكومة والجيش ليتشددا في موقفيهما. ويقول المحللون ان تضخيم المخاطر الامنية يناسب الجيش ايضاً، لانه يلفت انتباه الرأي العام الى فشل الحكومة في هزيمة حزب العمال الكردستاني بعد نحو خمس سنوات من توليها السلطة. وجنرالات الجيش جزء من المؤسسة العلمانية في تركيا التي لا تثق على الاطلاق في حكومة رئيس الوزراء طيب اردوغان ذات التوجهات الاسلامية. وفي ايار مايو الماضي أجبر العلمانيون اردوغان على الدعوة الى اجراء انتخابات قبل موعدها باشهر عدة بعد خلاف بشأن الرئاسة في تركيا. وقال مسؤول عسكري تركي يوم الاربعاء ان القوات التركية نفذت"عملية محدودة"في شمال العراق في الايام الاخيرة في اطار تعقب المتمردين الاكراد. وقال المسؤول الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن اسمه"لا يمكن أن تسمى تلك عملية عبر الحدود. انها عملية محدودة". وأشار الى انه"ليس غريبا أن تشن القوات التركية غارات مطاردة فورية"عبر الحدود الجبلية مع العراق حيث يعتقد أن ما يقدر بنحو 4000 من متمردي حزب العمال الكردستاني المحظور مختبئون. ويستغل حزب العمال الكردستاني، الذي تعتبره تركياوالولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي منظمة ارهابية، حلول الربيع لشن هجمات داخل تركيا في الاشهر الاخيرة. ويقوم الجيش التركي منذ الشهر الماضي بعمليات واسعة النطاق في شرق الاناضول وجنوب شرقه لمنع تسلل متمردي حزب العمال الكردستاني من جبال شمال العراق حيث يملكون معسكرات عدة، مستفيدين من ذوبان الثلوج في هذه الفترة من السنة. وقتل اكثر من 37 الف شخص منذ 1984 تاريخ انطلاق تمرد حزب العمال الكردستاني الذي يطالب باستقلال جنوب شرقي تركيا ذي الغالبية الكردية. واثارت معلومات الاربعاء حول هجوم تركي محتمل في شمال العراق الذعر في حين تخوض تركيا حملة انتخابية مع اقتراب الانتخابات التشريعية في 22 تموز يوليو المقبل. ونفى وزير الخارجية التركي عبدالله غل هذه المعلومات لكنه شدد على ان هجوما تركيا لا يزال محتملا اذا لم تتم السيطرة على انفصاليي حزب العمال في العراق حيث تقول انقرة انهم يلقون دعم الفصائل الكردية حلفاء الاميركيين. من جانبه قال رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان"لا نريد وعودا بل افعالا"، واصفا رئيس منطقة كردستان العراق التي تتمتع بحكم ذاتي مسعود بارزاني بأنه"زعيم قبيلة". وحذر هذا الاخير الخميس من"اجتياح تركي"قال انه سيعتبره"هجوما على السيادة العراقية قبل ان يكون هجوما على الاكراد". وفي حين تواصل انقرة ضغطها على الولاياتالمتحدةوالعراق للتدخل ضد حزب العمال الكردستاني مهددة اذا لم يتم ذلك، بشن عمليات بنفسها عبر الحدود، تعارض واشنطن ذلك وتقول انها لا تريد زعزعة استقرار المنطقة التي هي بمنأى نسبيا عن اعمال العنف التي تهز بقية انحاء العراق. وينشر الجيش التركي حاليا 1500 جندي على بضعة كيلومترات من الاراضي العراقية لمنع تسلل عناصر حزب العمال في منطقة وعرة المسالك وعبر حدود طولها 384 كلم يسهل التسلل عبرها.