سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
دمشق تجدد رفضها نشر "يونيفيل" على الحدود وترحب بتسليمها معدات لمراقبتها . داليما يلتقي الاسد ساعتين و "التركيز على لبنان" وينقل الى "السياسيين" في بيروت "رسالة متفائلة"
قالت مصادر سورية مطلعة ل "الحياة" امس ان المسؤولين السوريين ابلغوا وزير الخارجية الايطالي ماسيمو داليما"الترحيب"باقتراح روما تزويد دمشق معدات لمراقبة الحدود السورية-اللبنانية وتدريب قوات حرس الحدود و"التنسيق اليومي وتبادل المعلومات"بين القوات السورية واللبنانية، ذلك بعدما جدد الجانب السوري رفضه نشر قوات"يونيفيل"على هذه الحدود. وكان داليما اجرى امس محادثات لمدة ساعتين مع الرئيس بشار الاسد قبل ان يعقد اجتماعين قصيرين مع كل من نائب الرئيس فاروق الشرع ووزير الخارجية وليد المعلم. وتناولت المحادثات الاوضاع في العراق والاراضي الفلسطينية ومستقبل عملية السلام، مع"تركيز"على الاوضاع في لبنان. وعلم ان الجانب السوري جدد تأكيد تعاونه لتنفيذ القرار 1701، واهمية"عدم الخروج"عن ولاية نص القرار، ما يعني عدم العمل على نزع سلاح"حزب الله"ونشر قوات"يونيفيل"على الحدود مع سورية، وعلى اهمية التوافق اللبناني. وأوضحت المصادر ان احد المسؤولين السوريين ابلغ داليما ان"في امكان كل منا ان يسعى لدى اصدقائه للوصول الى التوافق اللبناني. سورية تستطيع الاتصال باصدقائها وحلفائها، بينما تستطيع ايطاليا الاتصال بجميع الافرقاء لحضهم على التوافق". وقال المسؤول السوري:"نحن مستعدون لمساعدة الللبنانيين لتجاوز الأزمة الراهنة". وكان المعلم أقام مساء اول امس مأدبة عشاء على شرف داليما والوفد المرافق، تخللتها جلسة محادثات تمهيدية بينهما قبل اجراء المحادثات الرسمية امس. وعلم ان وزير الخارجية الايطالي اوضح خلفية قرار بلاده التصويت بالموافقة على القرار 1757 القاضي بانشاء محكمة ذات طابع دولي لمحاكمة المتهمين باغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري. پوأوضحت مصادر مطلعة ل"الحياة"ان الجانبين اتفقا على"صيغة عملية للتنسيق المستمر على مستوى معاوني وزيري الخارجية"، مشيرة الى"ان المسؤولين السوريين مرتاحون جداً لزيارة داليما". وأكد داليما في مؤتمر صحافي مشترك عقده مع المعلم قبل توجهه الى بيروت، انه سينقل"رسالة متفائلة ومشجعة للسياسيين اللبنانيين وخصوصاً عزمنا على العمل معاً لحل كل المشاكل الموجودة". وبعدما أشار داليما الى ان اجراءات تشكيل المحكمة الدولية تحتاج الى فترة طويلة من الوقت لأنها معقدة، أمل ان"تؤمن احقاق العدل في لبنان الذي تعرض كثيراً الى حوادث تزعزع أمنه"، وقال:"نحن واثقون من أن المحكمة ستعمل بشكل متوازن ولا يمكن ان تشكل تهديداً لأي جهة"، مثمناً التعاون السوري مع التحقيقات التي لم تنتهِ بعد، ودعا الى"تعاون كل دول المنطقة والقوى السياسية اللبنانية مع المحكمة". بدوره كرر المعلم موقف بلاده من موضوع المحكمة التي اعتبرها شأناً لبنانياً، لافتاً الى ان سورية أبدت"تعاوناً كاملاً مع التحقيق لأننا نريد معرفة الحقيقة"، لكنه اعتبر ان موضوع المحكمة مختلف، وقال:"نعتقد بأن مجلس الأمن في سابقة خطيرة حل محل مجلس النواب اللبناني والاجراءات الدستورية اللبنانية، كنا نتمنى ان يصل اللبنانيون الى اجماع وطني حول نظام المحكمة وان يكون اكرم للحريري لو كانت المحكمة تحظى باجماع كل اللبنانيين". ورداً على سؤال، القى المعلم المسؤولية على الاحتلال الاميركي للعراق في انتشار تنظيمات"القاعدة"في المنطقة، لافتاً الى ان"قوات الأمن السورية كانت في مواجهة مع عناصر"فتح الاسلام"عندما حاولوا عبور الحدود وقتلت ستة منهم"، موضحاً انهم"ملاحقون في سورية وهناك 24 عنصراً من التنظيم في السجون السورية". واتهم جهات لبنانية بدعم التنظيم في لبنان، وقال :"ان من يحاول اتهام سورية بهذا التنظيم يخفي حقيقة من يدعم التنظيم في لبنان ومن رعاه ولماذا رعاه". وبعدما اكد الجانبان دعمهما الجيش اللبناني"رمز الوحدة الوطنية اللبنانية"، اشار داليما الى"اهتمام بلاده في الوضع في لبنان لان ايطاليا في الخط الاول بقيادة"يونيفيل"ولها اكثر من 3000 جندي ايطالي في لبنان". وأكد الجانبان اهتمامهما بمبادرة السلام العربية"لانها تفتح الافاق لحل شامل"، واعتبر داليما"حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية خطوة الى الامام"، وأمل"بأن يؤدي الحوار بين الفلسطينيين والاسرائيليين الى تحسين ظروف حياة الفلسطينيين".