أعلنت مجموعة صندوق الإيداع والتدبير المغربي سي دي جي ، عن شراء حصة 10 في المئة، من اسهم شركة"كلوب ميديترانيه"الفرنسية السياحية، في صفقة بلغت قيمتها نحو 110 ملايين دولار, وهي المرة الأولى تشتري فيها شركة عامة مغربية اسهماً في شركة فرنسية خاصة مدرجة في بورصة باريس. وأفاد الصندوق بأن قيمة الصفقة تجاوزت بليون درهم نحو 88 مليون يورو ونفذها فرعه السياحي"فيبار هولدنغ"لتطوير قطاع السياحة في المغرب, عبر مساهمات صغيرة في الشركات الدولية العاملة في المملكة. وسبق للصندوق ان وقّع اتفاقات تفاهم مع مجموعتي"اعمار"وپ"دبي القابضة"الإماراتيتين، لإنجاز وحدات سياحية وعمرانية في أربع مدن مغربية، في اكبر انفتاح عربي على قطاع السياحة المحلية. وبحسب المراقبين، فإن الاهتمام العربي بقطاع السياحة المغربية يدفع شركات أوروبية لتعزيز مواقعها عبر تحالفات محلية. وتعتبر"كلوب ميديترانيه"من اقدم الشركات السياحية النشيطة في المغرب، والموجودة فيه منذ أكثر من 50 سنة، خصوصاً في المناطق المطلة على سواحل البحر المتوسط. وترتبط"سي دي جي"وپ"كلوب ميديترانيه"بشراكة استثمارية عبر"الشركة العقارية للبحر"، التي تقوم بتشييد قرى سياحية ومنتجعات اصطياف في عدد من مناطق المغرب. وأفادت مصادر مطلعة ان الشركة الفرنسية ستشهد قريباً تغييراً في تركيبة مساهميها، بعدما باعت شركة"أكور"السياحية بعض ما كانت تملكه في"كلوب ميديترانيه"التي تراجعت أرباحها إلى مليون يورو العام الماضي، بسبب المنافسة الأجنبية القوية في الأسواق التقليدية في المنطقة. وأعلنت"أكور"، التي أدرجت أسهمها في بورصة الدار البيضاء عبر فرعها"ريسما"، عن إطلاق صندوق استثماري في المغرب يتجاوز رأس ماله 200 مليون دولار، لتعزيز وجودها في قطاع السياحة المحلي الذي يشهد طفرة غير مسبوقة. وأعلن وزير السياحة عادل الديوري، ان مجموعة مصارف محلية ستطلق صندوقاً استثمارياً لبناء فنادق ووحدات سياحية جديدة بقيمة 500 مليون دولار، في عدد من المناطق. ويبني المغرب نحو 120 ألف غرفة جديدة، ستكون جاهزة بحلول عام 2009، بكلفة تزيد على ستة بلايين دولار، في إطار"المخطط الأزرق"الذي يمتد على طول سواحل المحيط الأطلسي إلى البحر المتوسط, خصوصاً منطقة السعيدية القريبة من الحدود الجزائرية والتي تنفذ فيها مجموعة"فاديسا"الأسبانية استثمارات سياحية بقيمة بليون دولار. ويراهن المغرب على جذب عشرة ملايين سائح بحلول عام 2010، وتعتبر السياحة أحد الرهانات الاقتصادية للتنمية وتوفير فرص العمل، وتساهم ب 7 في المئة من الناتج المحلي وتشغل نحو 250 ألف شخص. وزادت إيرادات السياحة 16 في المئة، ويتوقع ان تحقق مداخيل تفوق خمسة بلايين دولار في نهاية عام 2006.