أطلقت مجموعة فاديسا الإسبانية للبناء مشروعاً سياحياً ضخماً في منطقة السعيدية على الحدود المغربية- الجزائرية، لإنشاء مدينة سياحية جديدة بكلفة تزيد عن بليون دولار. وهي فازت بالصفقةخلال مناقصة دولية، أعلنتها الحكومة العام الماضي، لتشييد خمس مناطق سياحية على امتداد المغرب بكلفة إجمالية تقدر بنحو ستة بلايين دولار. وتسعى فاديسا إلى استقدام 600 ألف سائح أجنبي إلى المنطقة ابتداء من عام 2006، واقامة شبكة مواصلات جوية مع المناطق الإسبانية، خصوصا منطقة الأندلس القريبة من المغرب, عبر إدماج السعيدية في مشروع تنمية السياحة الدولية، غرب البحر المتوسط. وقال رئيس المجموعة مانويل خوفي الذي ترأس احتفال إطلاق الأشغال، في حضور رئيس الحكومة إدريس جطو: "ان مشروع السعيدية سيكون اكبر مشروع سياحي تنجزه فاديسا خارج إسبانيا، وهو يشمل عدداً من الوحدات الفندقية الراقية، ومئات الفيلات وملاعب للغولف، ومرافئ لليخوت، وحدائق ومحال تجارية وأخرى للترفيه". وقالت الشركة أنها بدأت في تسويق فيلاتها إلى الراغبين في تملك عقارات سياحية في المنطقة القريبة من الحدود المغربية-الجزائرية بأسعار تفضيلية وقروض مصرفية ميسرة. أما جطو فقال ان مشروع السعيدية سينعكس إيجاباً على مجموع منطقة شرق المغرب وسيجلب مزيداً من الاستثمارات وسيوفر نحو ثمانية آلاف فرصة عمل جديدة في الخدمات المرتبطة بالسياحة. وستتولى الحكومة المغربية إنفاق 2.5 بليون درهم نحو 300 مليون دولار على التجهيزات والبنى التحتية وربط المنطقة بشبكة من الطرق السريعة وشبكة سكك الحديد. وكان الملك محمد السادس عيّن محافظ إقليم تطوان محمد المباركي مسؤولاً عن وكالة تنمية الشرق, وتم التوقيع على بروتوكول بناء طريق جديد يربط مدينة فاس في الوسط، بمدينة وجدة في أقصى شرق المغرب، بطول 320 كلم، وبكلفة تقدر بستة بلايين درهم نحو 700 مليون دولار. كما تعتزم الوكالة بناء آلاف المنازل الجديدة لإنعاش أسعار العقارات في المنطقة التي تضررت من إغلاق الحدود بين الجزائر والمغرب في 1994 وتكبد المستثمرون في السياحة والخدمات الفندقية خسائر فادحة بتوقف مجيئ السياح الجزائريين. كما ان مجموعة فاديسا الإسبانية تراهن على إمكان فتح الحدود الجزائرية قبل نهاية العام الجاري، وتمكين السياح والمستثمرين الجزائريين من شراء عقارات فيلات أو شقق في المنطقة التي لا تبعد سوى عشرات الأمتار عن الحدود مع الجزائر. ولم يخف مسؤولو الشركة رغبتهم في إنهاء الخلاف الجزائري- المغربي قبل نهاية الأشغال في مشروع السعيدية. وهم يعتقدون ان الاستثمارات والسياحة تقلص الخلافات السياسية، خصوصا بعد تأكيد رئيس الحكومة الإسبانية خوسي لويس ثاباتيرو، خلال القمة العربية في الجزائر نهاية الشهر الماضي،أهمية نهوض المغرب العربي بالنسبة للشركات الإسبانية، وتوسع الشركات الأوروبية في شمال إفريقيا. يشار إلى ان فاديسا تنجز مشروعاً عقارياً كبيراً في محيط نهر أبي رقرار في الرباط. ويسعى المغرب إلى جذب عشرة ملايين سائح بحلول 2010 . وهو ضاعف عدد الوحدات الفندقية، إلى 300 ألف غرفة، لاستعياب هذا العدد الكبير من الزوار، الذين سينفقون في المغرب نحو ثمانية بلايين دولار سنوياً، مقابل أربعة بلايين دولار حالياً.