تتجه الاستثمارات العربية، خصوصاً الخليجية، نحو المغرب، بسبب عوامل عدة، بينها تفاقم الأزمات السياسية والأمنية في كل من فلسطين والعراق ولبنان، وعوامل جذب الاستثمارات التي يوفرها المغرب لهذه الأموال. إضافة إلى ذلك، يفسر المحللون تركيز الاستثمارات العربية على قطاعي السياحة والعقار المغربيين بعد غياب عقد كامل, بالتحول الذي طاول الاقتصاد المغربي وانفتاحه الدولي, ورغبة المستثمرين العرب في الوقوف على مرمى حجر من الأسواق الأوروبية, إضافة إلى ارتفاع الطلب على العقار والمساكن الفاخرة, وانتقال أعداد كبيرة من الأوروبيين للإقامة، وشراء عقارات فيه، خصوصاً في مراكش والصويرة. وتحظى طنجةومراكش بحصة الأسد في الاستثمارات العربية، خصوصاً في المجالين السياحي والعقاري. وتنفذ مجموعة"إعمار"الإماراتية مشاريع مماثلة في المدينة المرشحة لاحتضان المعرض التجاري العالمي العقد المقبل. وستصبح طنجة بعد اكتمال مينائها التجاري الدولي، اكبر مدينة سياحية وتجارية في جنوب غربي المتوسط. وتبني شركة"ديار ريل استيت"القطرية، فنادق وعقارات وأبراجاً في المدنية، معظمها يطل على البحر المتوسط. وكانت مجموعة"دبي القابضة"أطلقت مشاريع في المغرب تتجاوز قيمتها عشرة بلايين دولار، منها ثلاثة بلايين دولار على ضفة نهر أبي رقرار، في العاصمة الرباط. وفي هذا الإطار، أبرمت مؤسسة"بيت التمويل الخليجي"اتفاقات تفاهم مع السلطات المغربية، لإطلاق مشروعين في مراكشوطنجة، بكلفة تقارب 1.5 بليون دولار، تحت اسم"بوابة المغرب"، ويشملان مجمعات سياحية وعقارية وترفيهية وتجارية. وأفادت مصادر في"بيت التمويل"البحريني، ان الأشغال ستنطلق قبل نهاية العام الحالي، لبناء مارينا وقرية سياحية في منطقة مالاباطا في مدينة طنجة، على البحر المتوسط، تضم فنادق راقية وفيلات ومجمعات سياحية ورياضية وسوبرماركت مطلة على البحر. وتبني المجموعة في مراكش اصطبلاً لتربية الخيول الأصيلة، وحلبة للسباق على مساحة 380 هكتاراً بمواصفات دولية. ويتوقع ان تكون تلك المرافق جاهزة للعمل بحلول عام 2010. وأشارت إلى ان توسع المشاريع البحرينية في المغرب واردة بقوة في عام 2007، وتجري اتصالات بين مصرف الاستثمار البحريني ومصارف تجارية محلية لتطوير أنظمة تمويل الاستهلاك الفردي والأسري، بما فيها تمويل المساكن عبر قروض وفق الشريعة الإسلامية. وأعلن رئيس"بيت التمويل"عصام الجناحي، ان المؤسسة قررت الاستثمار في المغرب لجاذبية الاستثمارات الأجنبية ومردوديتها فيه, وقربه من أسواق الاتحاد الاوروبي، وعلاقات الشراكة الاقتصادية معه, إضافة إلى مزايا المنطقة التجارية الحرة الموقعة بين الرباط والولايات المتحدة. وأشار إلى ان المؤسسة قامت بدراسات جدوى الاستثمار، شملت دول المغرب العربي، وأظهرت أولوية المغرب لأسباب موضوعية. وكان الملك محمد السادس رعى حفل توقيع اتفاقات التفاهم بين المؤسسة البحرينية والسلطات المحلية في مراكشوطنجة، ضمن برامج استثمارية إجمالية قيمتها حوالى ثلاثة بلايين دولار, تشارك فيها مجموعة"كولوني كابيتال"الأميركية وپ"ساتوكان بارتسيباسيونس"الإسبانية. وتستثمر عشرات الشركات العقارية والسياحية الدولية في مشاريع مغربية تزيد كلفتها الإجمالية على 20 بليون دولار، لمضاعفة القدرة الاستيعابية للفنادق المغربية، لاستقبال عشرة ملايين سائح، وإعداد المغرب للمنطقة اليورومتوسطية عام 2012, عبر تسريع وتيرة البنى التحتية, التي تشمل، إلى جانب المباني والعقار مشاريع المطارات, والموانئ, والطرق السريعة, وشبكة السكة الحديد, وميترو الأنفاق, وقطاع الاتصالات والمواصلات والخدمات عن بعد.