بعد 87 عاما من الخلافات العلمية بين خبراء الآثار الأجانب والمصريين، حسم الحمض النووي الجدل حول مومياء الملكة حتشبسوت، إحدى أهم الملكات الفرعونيات التي حكمت مصر نحو 21 عاما 1503 - 1482 قبل الميلاد. ويعد كشف هذه المومياء الأهم في القرن ال21 بعد مقبرة الملك توت عنخ آمون. وأعلن وزير الثقافة المصري فاروق حسني، في مؤتمر صحافي امس، أن المومياء التي عثر عليها هوارد كارتر العام 1920 في المقبرة المتواضعة في وادي الملوك هي ل"الملكة حتشبسوت"، اذ كان العلماء يعتقدون بأن المومياء تخص مرضعة الملكة. وقال الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار المصرية الدكتور زاهي حواس، في المؤتمر، ان هناك اسراراً مهمة تم التوصل اليها خلال الدراسات والأبحاث بالأشعة المقطعية على ست مومياءات موجودة حالياً في المتحف المصري، من خلال تحليل بواسطة جهاز الحمض النووي الذي أهدته قناة"ديسكوفري"قبل عام للمتحف وتقدر كلفته بنحو 5 ملايين دولار، في مقابل إنتاج فيلم وثائقي باسم"أسرار ملكة مصر المفقودة"، سيعرض للمرة الأولى في 15 تموز يوليو المقبل. والمومياءات الست، اثنتان منها عثر عليهما في المقبرة 35 في وادي الملوك، واثنتان في خبيئة المومياءات في الدير البحري العام 1982، والأخيرتان في المقبرة الرقم 60 في وادي الملوك، تأكد أن احداهما للملكة حتشبسوت، والأخرى للمرضعة الملكية"ست رع إن". لكن الكشف المذهل والأهم يتعلق بمومياءات تحتمس الأول والثاني والثالث، إذ تبين أن المومياء التي كان يعتقد بأنها للملك تحتمس الأول ليست في الواقع مَلَكية وإنما تعود لشخص مجهول الهوية، ما ينسف كل الحقائق والمعلومات السابقة. وقال حواس إن ما يؤكد أهمية هذه الاكتشافات وقيمتها هو كونها جاءت من جانب فريق علمي بحثي مصري، وطبقاً لأحدث النظم العلمية ومعامل الحمض النووي المخصصة لدرس المومياءات، وهي الأولى من نوعها في العالم. ولفت إلى أن دراسة الأشعة المقطعية للمومياء الموجودة في المتحف المصري، اظهرت ان احداها لسيدة فمها مفتوح يعتقد بأنها قتلت وكانت تصرخ وحُنطت على هذه الحال. أما المومياء الأخرى فاتضح أنها حُنطت وهي في وضع ملكي ويدها على صدرها، وأنه بمرور الزمن تم تعديل هذا الوضع. وذكر أن تحاليل الحمض النووي للملكة حتشبسوت أثبتت وجود تشابه مع الملكة أحمس نفرتاري زوجة الملك أحمس الأول. وتعتبر مومياء الملكة الشهيرة حتشبسوت التي توفيت قبل العام 1455 ق.م.، الأكثر شهرة وهي واحدة من ست ملكات حكمن مصر عبر تاريخها القديم الممتد لأكثر من ثلاثين قرناً، لكنها تتميز عنهن بأنها الأقوى والأشهر، باعتبار أنها حكمت مصر في فترة هي من أزهى عصورها، فهي كانت خامس ملوك الأسرة الثامنة عشرة التي تعتبر العصر الذهبي لمصر القديمة وتضم أعظم ملوكها وأشهرهم.