وصل خادم الحرمين الشريفين مساء امس الى شرم الشيخ من وارسو، في اطار جولته الأوروبية والعربية التي قادته الى اسبانيا وفرنسا وبولندا. ويتابع الملك عبدالله اليوم جولته العربية فيزور الأردن ومن ثم سلطنة عُمان. وتقدم الرئيس حسني مبارك مستقبلي الملك عبدالله لدى وصوله إلى المطار. وانتقل الزعيمان إلى المقر المعد لإقامة خادم الحرمين، حيث بدآ جلسة محادثات قصيرة، تلتها حفلة عشاء رسمية استكملا خلالها مشاوراتهما التي تناولت مناقشة التطورات في المنطقة، خصوصاً الوضع الفلسطيني ولبنان والعراق، إضافة الى قضايا التعاون الثنائي. واكد مبارك، في حديث بثه التلفزيون المصري قبيل وصول الملك عبدالله الى شرم الشيخ، متانة العلاقات المصرية - السعودية والتفاهم التام بين قيادتي البلدين. وقال، تعليقاً على ما نشر عن فتور في العلاقات المصرية - السعودية: "الناس تؤلِّف، وتقول أي كلام". وشدد على ان العلاقات بين القاهرة والرياض"لم يصبها أي فتور على الإطلاق". واضاف: "نحن نبارك أي اتفاق يؤدي إلى سلام واستقرار في أي منطقة سواء عملته السعودية أو مصر. نحن متفاهمون للغاية". من جانبها، قالت مصادر مصرية قريبة من أجواء القمة المصرية - السعودية إن مبارك عرض على خادم الحرمين الشريفين نتائج القمة الرباعية التي جمعت اول من امس في شرم الشيخ الرئيس المصري مع العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني والرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت. وذكرت أن"الزعيمين ناقشا سبل احتواء الموقف بين حركتي فتح وحماس والجهود من أجل لم الشمل الفلسطيني وسبل جمع الحركتين الى مائدة الحوار". وأضافت ان القمة المصرية - السعودية تطرقت ايضا الى الأوضاع اللبنانية ونتائج زيارة الوفد العربي لبيروت أخيراً"في ضوء اهتمام البلدين بتحقيق الاستقرار فى لبنان وصون وحدته الوطنية فضلاً عما تشهده الساحة اللبنانية من توترات". ولاحظت المصادر أن"القمة المصرية - السعودية تأتي فى توقيت دقيق للغاية فى ظل ما تشهده المنطقة من أحداث تستدعي تنسيقاً مصرياً - سعودياً على هذا المستوى". وقالت"إن خادم الحرمين الشريفين عرض مع الرئيس مبارك نتائج جولته الأوروبية التي شملت اسبانيا وفرنسا وبولندا"، وان"القمة تطرقت ايضا إلى العلاقات الثنائية الأخوية المتميزة بين البلدين والشعبين الشقيقين وسبل تعميقها وتعزيزها". وكان الملك عبدالله اختتم ظهر أمس زيارته الرسمية لوارسو، بعدما استقبل في مقر إقامته في قصر"بل فيدير"رئيس وزراء بولندا ياروسلاف كاتشينسكي، واستكمل معه، في حضور الوفدين الرسميين، المحادثات الرسمية التي بدأت مساء أول من أمس بين خادم الحرمين ورئيس البلاد ليخ كاتشينسكي. كما استقبل الملك عبدالله في قصر"بل فيدير"الطفلتين السياميتين أولغا وداريا ترافقهما والدتهما التي اعربت عن امتنانها لمبادرته الشخصية لفصل الطفلتين مطلع العام 2005 في مدينة الملك عبدالعزيز الطبية التابعة لمؤسسة الحرس الوطني السعودي. ولهذه المناسبة استقبل خادم الحرمين رئيس لجنة"وسام البسمة"مارك ميخالك، الذي قلد الملك عبدالله وسام البسمة المخصص ل"محبي الطفولة في العالم"، والذي يعود تاريخه إلى نحو 40 عاماً. وفي هذا السياق، استقبل الملك عبدالله عمدة مدينة ياني كوفو البولندية الذي قدم لخادم الحرمين شرحاً وافياً عن"مركز الملك عبدالله لتشجيع الحوار والتبادل الثقافي"الذي تأسس بمبادرة من أهالي المدينة بعد عملية فصل التوأم السيامي أولغا وداريا. وطبقاً للتعريف بالمركز فإنه"يُعنى بدعم الحوار بين الثقافات بما فيها الثقافة الإسلامية، وتعليم اللغات بما فيها اللغة العربية. وخصصت له مدرسة عريقة في المدينة، وتم تحويلها وإعادة إنشائها لتكون مقراً لهذا المركز على أرض تبلغ مساحتها ألفي متر مربع". كما استقبل في وقت سابق صباح أمس وزير التعليم البولندي ميخائيل سيفير ينسكي، ترافقه رئيسة جامعة وارسو كاتا جينا هاواشينسكا. وجرى خلال الاستقبال عرض سبل تنشيط وتفعيل العلاقات بين البلدين في مجال التعليم العالي.