في أول دليل على أن الجندي الاسرائيلي الأسير في غزة غلعاد شاليت ما زال على قيد الحياة، بثت"كتائب عزالدين القسام"، الذراع العسكرية لحركة"حماس"على موقعها على شبكة الانترنت امس، تسجيلا صوتياً للجندي طالب فيه الحكومة الاسرائيلية بالاستجابة لمطالب خاطفيه المتمثلة بإطلاق مئات الاسرى الفلسطينيين من سجون الاحتلال الاسرائيلي، وقال فيه انه في وضع صحي متدهور. وجاء بث التسجيل الذي تحدث فيه شاليت باللغة الانكليزية لمناسبة مرور عام على اسره في عملية"الوهم المتبدد"التي نفذها مقاومون من ثلاثة فصائل فلسطينية هي"حماس"و"لجان المقاومة الشعبية"و"جيش الاسلام"، ضد موقع عسكري اسرائيلي قرب معبر"كيرم شالوم"كرم أبو سالم عند نقطة تلاقي حدود قطاع غزة مع مصر واسرائيل جنوب شرقي مدينة رفح اقصى جنوب القطاع في 25 حزيران يونيو عام 2006. وبث التسجيل بعد ساعات قليلة على اعلان"كتائب القسام"انها ستقدم مفاجأة في ما يتعلق بشاليت لمناسبة مرور عام على احتجازه. ودعا شاليت الحكومة الاسرائيلية الى اطلاق اسرى فلسطينيين، واصفاً خاطفيه بأنهم"مجاهدون". وفي ما يأتي النص الكامل لكلام شاليت: "انا الجندي غلعاد نوعام شاليت المعتقل لدى كتائب القسام، أمي وابي، اخوتي واخواني، زملائي في جيش الدفاع، اتوجه اليكم من سجني بالتحية، وانا في شوق اليكم جميعاً. ها أنا امضيت عاما كاملاً في السجن ولا يزال وضعي الصحي متدهوراً، وانا بحاجة الى علاج دائم في المستشفى". ويضيف:"يؤسفني عدم اهتمام الحكومة الاسرائيلية وجيش الدفاع بقضيتي، وعدم استجابتهما لمطالب كتائب القسام، مع العلم ان من الواجب عليهما ان يستجيبا لأتحرر من سجني، خصوصا أنني كنت في مهمة عسكرية ولم أكن تاجر مخدرات". وزاد:"كما أن لي أهلا، أما وأبا، فإن لآلاف المعتقلين الفلسطينيين امهات وآباء يجب ان يعودوا اليهم، أملي كبير في حكومتي ان تهتم بي أكثر وتستجيب لمطالب المجاهدين. الجندي غلعاد شاليت". ويتضح من الكلمات القليلة التي تحدث بها شاليت الى حكومته في وقت كان يشارك رئيسها ايهود اولمرت في قمة شرم الشيخ الرباعية، ان الجندي الاسير يحاول الضغط على الحكومة الاسرائيلية من ناحية، واستدرار عطف اهله واصدقائه وزملائه في جيش الاحتلال كي يمارسوا ضغطا اكثر على هذه الحكومة. كما ان كلامه يحمل رسالة مفادها انه لا مناص من الاستجابة لمطالب الخاطفين المتمثلة باطلاق نحو 1500 معتقل فلسطيني، من بينهم عدد من القادة والمرضى والنساء والاطفال دون سن 18 عاما والمحكومين بمدد طويلة والذين أمضوا سنوات طويلة خلف القضبان تزيد عن 15 عاماً. وسبق ان توصل الخاطفون والحكومة الاسرائيلية عبر مصر الى اكثر من اتفاق، لكن كانت لا تتم في آخر لحظة لسبب أو لآخر. وفيما يصر الخاطفون على تلبية مطالبهم، يماطل اولمرت سعياً وراء كسب الوقت. واستبق الناطق باسم لجان المقاومة الشعبية"ابو مجاهد"بث التسجيل الصوتي ليؤكد ان شاليت في صحة جيدة ويعامل معاملة حسنة. وقال في مؤتمر صحافي عقده مع ممثلين من فصائل المقاومة على هامش الاعتصام الدوري لأهالي الاسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال الاثنين من كل اسبوع في مقر بعثة اللجنة الدولية للصليب الاحمر في مدينة غزة:"اننا في فصائل المقاومة نعامل الجندي الاسير معاملة حسنة ضمن ضوابط الاسلام الحقيقي كما نص عليه ديننا". وتعهد ان يبقى الجندي الاسير"في قبضتنا، ولن نفك اسره الى ان نرى اسرانا بمرأى العين يعيشون بيننا طلقاء". ووجه رسالة الى ذوي شاليت:"نقول لكم ابنكم في صحة جيدة ويعامل من الفصائل التي تأسره معاملة طيبة ليس كما تعاملون اسرانا، لكن قيادتكم العنجهية وحكومة اولمرت الفاشية لا تأبه بأبنائكم، كما لا تأبه بالتداعيات". وشدد على قدرة خاطفيه على الابقاء عليه اسيرا"لأعوام اخرى".