قال رئيس الحكومة الفلسطينية اسماعيل هنية ان الكرة الآن في ملعب اسرائيل في ما يخص صفقة تبادل الأسرى الفلسطينيين في مقابل اطلاق الجندي الاسرائيلي الاسير غلعاد شاليت، في وقت هددت فيه حركة "حماس" بعدم اتمام الصفقة في حال رفضت اسرائيل اطلاق الاسرى الذين سلمت قائمة بأسمائهم اليها اخيراً عبر الوفد الامني المصري. وأعرب هنية عن امله في ان يتم"تحقيق صفقة مشرفة". واعتبر هنية رداً على اسئلة الصحافيين اثناء زيارته مقر وزارة الشؤون الاجتماعية في مدينة غزة امس ان"الكرة اصبحت في ملعب الاحتلال الاسرائيلي للرد على مطالب الفلسطينيين في هذا الاطار". وكانت مصادر فلسطينية واسرائيلية متطابقة قالت الاحد الماضي ان الجهات التي تحتجز شاليت منذ الخامس والعشرين من حزيران يونيو الماضي سلمت قائمة بأسماء عدد من القادة والمعتقلين الفلسطينيين منذ سنوات طويلة وذوي الاحكام العالية الى الموفد الأمني المصري الذي نقلها بدوره الى اسرائيل. وتشمل الصفقة التي تدرسها الحكومة الاسرائيلية حالياً اطلاق 1300 اسير ومعتقل فلسطيني بينهم القائد الفتحاوي مروان البرغوثي والأمين العام للجبهة الشعبية احمد سعدات ونائبه عبدالرحيم ملوح، وعدد من مؤسسي وقادة"كتائب القسام"الذراع العسكرية لحركة"حماس"، وعبدالله البرغوثي المحكوم بالسجن المؤبد 76 مرة، ويحيى السنوار المحكوم بالسجن 450 عاماً وغيرهم كثيرون. في غضون ذلك، حذر مصدر مسؤول في حركة"حماس"من اطلاق شاليت في حال رفضت اسرائيل اطلاق الاسرى الفلسطينيين الواردة اسماؤهم في القائمة التي تلقتها بواسطة الوفد الامني المصري. ونسبت الاذاعة الاسرائيلية الى مصدر في حركة"حماس"قوله ان على اسرائيل الكف عن اصرارها على عدم شمل أسرى قتلوا مستوطنين اسرائيليين في الصفقة. ورجحت مصادر اسرائيلية ل"الحياة"ان توافق اسرائيل على معظم الاسماء الواردة في القائمة، بمن فيهم من كانت الدولة العبرية وما زالت تصفهم بأن"ايديهم ملطخة بدماء اليهود". واعتبرت هذه المصادر ان ليس امام اسرائيل كثير من الخيارات، بخاصة بعدما فشلت في العثور على شاليت او حتى في ارغام خاطفيه على تسليمه من دون مقابل رضوخاً لضغط الاعتداءات والعدوان الشامل على القطاع في اعقاب خطفه. وكان مسلحون من حركة"حماس"ولجان المقاومة الشعبية و"جيش الاسلام"أسروا شاليت في اعقاب عملية فدائية نفذوها في موقع اسرائيلي بالقرب من معبر"كيرم شالوم"جنوب شرقي مدينة رفح جنوب القطاع. الى ذلك، ناشد رئيس الوفد الامني المصري المقيم في القطاع اللواء برهان حماد المكلف ملف قضية الاسرى المؤسسات الصحافية والاعلامية الفلسطينية"الكف عن الخوض في قضية تبادل الاسرى نظراً لحساسيتها وأهميتها البالغة وكي يتم انجازها بما يحقق مطالب الطرفين على حد سواء". واعرب حماد عن أسفه واستنكاره"كثرة الحديث عبر وسائل الإعلام الفلسطينية عن تفاصيل الصفقة وعدد الاسرى وأسمائهم"، معتبرا ان"هذا الكلام لا يعدو عن كونه تكهنات وتوقعات تضر بسير المفاوضات الخاصة بإتمام وانجاز الصفقة الانسانية، حتى ان كان بعضه حقيقياً".