أمام المعارضة المتنامية داخل الولاياتالمتحدة للتدخل الأميركي في العراق، يُعول الجيش الاميركي وإدارة الرئيس جورج بوش على هجوم واسع النطاق على تنظيم"القاعدة في بلاد الرافدين"خلال هذا الصيف للحصول على نتائج كافية والبدء بانسحاب اعتباراً من العام المقبل. ولم يعد أمام قائد القوات الاميركية في العراق الجنرال ديفيد بيترايوس سوى ثلاثة أشهر لتسجيل نتائج مقنعة في المجال الأمني. ومن المفترض أن يُبلغ بيترايوس الكونغرس عن التقدم المنجز في هذا المجال. وفي حال أخفق كأسلافه في مهمة إرساء الأمن في العراق في نهاية الصيف، فقد يقرر الكونغرس التحرك. وقال مايكل أوهانلون الخبير في المسائل العسكرية في مؤسسة"بروكينغز"الأميركية للبحوث إن البرلمانيين"يملكون القدرة على إنهاء الحرب". وكان قائد القوات البرية في العراق الجنرال رايموند أوديرنو أكد الجمعة الماضي أن القوات المسلحة الاميركية قد تسلم في الاشهر المقبلة مزيداً من المسؤوليات الى قوات الامن العراقية في محافظات عراقية. وقد يسمح انتقال المسؤوليات هذا ببدء خفض عديد الجنود الاميركيين المنتشرين في العراق المقدر حالياً ب156 ألفاً. لكن الجنرال أوديرنو رأى مع ذلك أن"كثيراً من الامور يمكن أن تحدث حتى ذلك الحين". وكان آلاف الجنود الاميركيين والعراقيين شنوا منذ مطلع هذا الأسبوع أكبر هجوم على الاطلاق على معاقل"القاعدة"في محافظة ديالى شمال شرقي بغداد. يذكر أن ديالى التي تمثل مصغراً للفسيفساء العراقية حيث يعيش السنة والشيعة والاكراد جنباً الى جنب، تشهد يومياً أعمال عنف طائفية. والفرع العراقي لتنظيم"القاعدة"منتشر بقوة في هذه المنطقة إذ تحصن عدد من المسلحين فيها منذ بدء تنفيذ الخطة الامنية في بغداد منتصف شباط فبراير الماضي. ويأمل الجيش الاميركي في إرساء الامن في مناطق شمال بغداد وجنوبها وغربها قبل الاول من آب اغسطس، كما أوضح الجنرال أوديرنو. وقال:"اذا طرحت علي السؤال اليوم، أظن بأنه في حلول الربيع أو قبل ذلك، ستكون قوات الامن العراقية مستعدة لتحمل مزيد من المسؤوليات، ما يعني انه يمكننا اتخاذ قرار خفض قواتنا". وأضاف:"اذا سُئلت اليوم عن مدى ثقتي في نجاحنا هنا، أقول إن هناك احتمالاً لا باس به أن ننجح". وقال أوهانلون من جهته إن"في وسعنا أن نأمل ونتوقع أن تبقى الاستراتيجية نفسها بفضل عدد أكبر من القوات العراقية". وأضاف هذا الخبير:"هكذا حتى إن بقيت الاستراتيجية هي نفسها، فإن وجودنا قد يتقلص ولو في شكل ضعيف، لنقل الى 140 الف جندي في مطلع العام 2008، والى 125 ألفاً في حلول الصيف المقبل و100 ألف في حلول نهاية ولاية جورج بوش". لكن ما زال من الصعب التكهن بنتيجة الهجمات على"القاعدة"والمسلحين، ولهذا السبب أبدى الجنرال بيترايوس ومسؤولون عسكريون حذراً أكبر من أوديرنو. وكان 120 جندياً اميركياً قُتلوا في أيار مايو الماضي، وهو الشهر الاكثر دموية منذ الهجوم على مدينة الفلوجة في تشرين الثاني نوفمبر عام 2004. كما قُتل 60 جندياً أميركياً على الاقل حتى اليوم في حزيران يونيو الجاري.