سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
خروج جوبيه آخر رموز "الشيراكيين" من الحكومة بعدما فقد مقعده في بوردو . فرنسا : فوز اليمين الحاكم لا يرقى الى طموحاته واليسار يحسن موقعه كأقلية في البرلمان
أسفرت نتائج الانتخابات الاشتراعية الفرنسية عن مفارقة، جعلت الحزب الاشتراكي المعارض والمهزوم في هذه الانتخابات يشعر بالارتياح والبهجة، في حين ان حزب "الاتحاد من اجل الحركة الشعبية" الفائز واجه نوعاً من الخيبة والشعور بالنكسة. وأظهرت النتائج النهائية للانتخابات التي أجريت دورتها الثانية اول من امس الأحد، حصول حزب الاتحاد اليميني الحاكم على غالبية برلمانية مطلقة بسيطرته على 323 مقعداً نيابياً، في مقابل 206 مقاعد سيطرت عليها المعارضة الاشتراكية. فيما بلغ عدد الفائزات بمقاعد برلمانية 106 نساء. وتوزعت المقاعد النيابية الأخرى بين حزب"الوسط الجديد"المؤيد لحزب الاتحاد والذي فاز ب22 مقعداً والحزب الشيوعي الذي حصل على 18 مقعداً في مقابل 4 مقاعد لكل من أنصار البيئة الخضر وحزب"الحركة الديموقراطية"الذي أسسه زعيم الوسط المستقل فرانسوا بايرو. والواضح ان حصيلة هذه الانتخابات جاءت لمصلحة اليمين الحاكم، لكن عدد المقاعد النيابية التي شغلها، كانت أدنى بكثير من التوقعات التي أشارت أحياناً الى احتمال سيطرته على حوالى خمسمئة مقعد، في حين حصل الحزب على عدد من المقاعد أدنى مما كان لديه في البرلمان السابق حيث كان يشغل 359 مقعداً. بالتالي فإن"المد الأزرق"الذي كان متوقعاً ان يلف البرلمان الفرنسي، لم يتحقق عبر صناديق الاقتراع، ما شكل مفاجأة للجميع مثله مثل الهزيمة المشرفة التي واجهها الاشتراكيون بعدما كانت التوقعات أشارت الى هزيمة ساحقة تنتظرهم وتقلص وجودهم في البرلمان الى ما دون ال 149 مقعداً التي شغلوها في البرلمان السابق. وأثارت هذه النتائج نوعاً من الإرباك لدى مسؤولي اليمين الحاكم، إذ أنها جعلتهم يتلمسون الصعوبات التي تترقبهم لدى تعاملهم مع مشكلات البلاد. فالناخبون أعطوا اليمين الغالبية التي يحتاجها لتولي شؤون البلاد، لكنهم أعطوا الاشتراكيين أيضاً ما يلزم من مقاعد لتمكينهم من إسماع صوتهم كمعارضين. وبالطبع نغصت هذه النتائج على اليمين الحاكم زهو انتصاره، خصوصاً أنها ترافقت مع هزائم فردية تنطوي على مغزى خاص في عدد من الدوائر. وتأتي في طليعة هذه الهزائم، تلك التي واجهها وزير البيئة والتنمية المستديمة آلان جوبيه في بوردو، مما اضطره للاستقالة من منصبه الحكومي، بعدما كانت نتائج الدورة الأولى أشارت الى تقدمه على منافسته الاشتراكية ميشال دولونيه. وكان الرئيس نيكولا ساركوزي استحدث ال"سوبر حقيبة"وأسندها الى جوبيه، جاعلاً منه الرجل الثاني في الحكومة الفرنسية، إقراراً بذكائه وكفاءته وخبرته السياسية، لكن الناخبين اختاروا خذله عبر صناديق الاقتراع، مما قد يحمله على الانسحاب من الحياة السياسية. وكان ينظر الى جوبيه باعتباره آخر رموز"الشيراكيين"نسبة الى الرئيس السابق جاك شيراك في الحكومة الجديدة. كذلك شكلت هزيمة المحامي أرنو كلارسفيلد في الدائرة ال 12 من باريس، نوعاً من التحذير الى ساركوزي، الذي تربطه به علاقة وثيقة وأراد من هذا المنطلق مساعدته على فرض نفسه على رغم افتقاره الى أي خبرة في هذا المجال، وكان طبيعياً ان يفضّل عليه الناخبون منافسته الاشتراكية ساندرين مازتييه. أما القاضي جان لوي بروغيير الذي تولى على مدى سنوات ملفات الإرهاب في البلاد، وخاض الانتخابات مرشحاً عن اليمين الحاكم في منطقة لوت أي غارون، فإنه لم يكن أوفر حظاً، واختار ناخبو هذه الدائرة إعطاء أصواتهم للمرشح الاشتراكي ألان ميرلي. وكذلك قضت الانتخابات على آمال حزب"الجبهة الوطنية الفرنسية"اليمين المتطرف في الدخول الى البرلمان ممثلاً بمارين لوبن ابنة زعيم الجبهة، والتي هزمت من قبل المرشح الاشتراكي ألبير فاكون في بادوكاليه. وأدت النتائج الهزيلة للجبهة في الانتخابات الاشتراعية، وفشلها في إحراز اكثر من 4.5 في المئة من إجمالي الأصوات الى أزمة مالية في موازنتها، مما حمل رئيسها جان ماري لوبن أمس على دعوة أنصاره الى التبرع لتعويض كلفة الحملة الانتخابية التي لا تعوضها الدولة إلا على الأحزاب التي تحصل على 5 في المئة من الأصوات. في المقابل، واجه الاشتراكيون نتائجهم الانتخابية بنوع من الغبطة إذ حسّنوا مواقعهم داخل البرلمان مقارنة بالبرلمان السابق حيث كانوا يشغلون 149 مقعداً. ولا شك في ان تسرّع اليمين في طرح خططه ومشاريع قوانينه، خصوصاً منها خطة زيادة قيمة الضريبة المضافة بخمس نقاط، والتي طرحت بين الدورتين الانتخابيتين، لعبت لمصلحة الاشتراكيين، مثلها مثل الرصيد الشعبي الذي يعود لمرشحة الحزب الى الرئاسة سيغولين رويال التي جابت الدوائر الانتخابية المختلفة الى جانب المرشحين الاشتراكيين محذرة من مخاطر إعطاء اليمين الحاكم صكاً على بياض في تعامله مع شؤون البلاد. والمرتقب ان يعلن اليوم عن تعديل حكومي يتم بموجبه تعيين خلف لجوبيه، يمكن ان يكون وزير الخارجية السابق ميشال بارنييه، أو ان يتم إلغاء هذه الوزارة وتوزيع صلاحياتها بين عدد من الوزراء. والمرتقب أيضاً ان ينضم الى الحكومة عدد من وزراء الدولة. شغب في ضاحية باريسية على صعيد آخر، اعلنت الشرطة الفرنسية أن أحد عناصرها اصيب بجروح في وجهه جراء اصابته بطلق ناري من بندقية صيد خلال مواجهات مع مجموعة من الشبان وقعت في إحدى الضواحي الباريسية. وأصيب شرطي من لواء مكافحة الجريمة في باليزو جنوبباريس في الثالثة والثلاثين من العمر في عينه بطلق ناري من بندقية صيد، لكن حياته ليست في خطر. وتدخل الشرطي مع زملائه مساء الاحد في سان ميشال سور اورج في جنوبباريس، بعد تعرض عدد من السيارات للاعتداء. وأوقفت الشرطة شابين يبلغان 17 و21 سنة من العمر. وعندما همّت بالمغادرة، هاجمتها مجموعة من حوالى ثلاثين شاباً برمي الحجارة عليها. النتائج النهائية للانتخابات فاز الحزب اليميني"الاتحاد من أجل حركة شعبية"بالغالبية المطلقة في الجمعية الوطنية الفرنسية، بحصوله على 314 مقعداً. أما الحزب الاشتراكي، ففاز ب 185 مقعداً، وفقاً للنتائج النهائية للدورة الثانية من الانتخابات الاشتراعية التي وزعتها وزارة الداخلية. وبلغت نسبة الامتناع عن التصويت 40.1 في المئة، وهو رقم قياسي منذ بداية الجمهورية الخامسة 1958. الاتحاد من أجل حركة شعبية: 314 مقعداً الحزب الاشتراكي: 185 مقعداً الوسطيون المقربون من الاتحاد: 22 مقعداً الحزب الشيوعي: 15 مقعداً مختلف أحزاب اليسار: 15 مقعداً مختلف أحزاب اليمين: 9 مقاعد متطرفو اليسار: 7 مقاعد الخضر: 4 مقاعد وسطيو فرانسوا بايرو: 3 مقاعد الحركة من أجل فرنسا: مقعد انتخب نائبان لا ينتميان إلى أي من هذه الأحزاب. الجبهة الوطنية يمين متطرف لم تفز بأي مقعد.