حقق الجيش اللبناني في معاركه مع "فتح الاسلام" في مخيم نهر البارد أمس، تقدماً بارزاً باستيلائه على عدد من المباني، لا سيما في محيط ساحة المقدس وجامع القدس. وواصل الجيش تعزيزاته في المخيم بعد إحكام السيطرة على مسلحي "فتح الاسلام" واستهدافهم في المربع الضيق الذي يحاصرهم فيه. وشهد المخيم قبل ظهر أمس قصفاً متقطعاً واشتباكات متفرقة. واستهدف الجيش للمرة الاولى محيط مسجد الحاووز جنوب المخيم في ضوء تقدمه نحو الداخل وحالة الارباك التي اصيب بها المسلحون. وظهراً دارت اشتباكات عنيفة على المحور الجنوبي المحاذي لمجرى النهر على مدى ساعات ساد بعدها الهدوء الحذر. وقد استهدف المسلحون مواقع الجيش عند المحور الجنوبي من خلال هجوم بالقذائف الصاروخية والهاون التي سقط ثلاث منها عند تلة حكمون واثنتان في محيط بلدة المحمرة فرد الجيش على مصادر النيران وخاض الجانبان معركة عنيفة تخللها اطلاق نار كثيف من مختلف انواع الاسلحة ما ادى الى جرح ثلاثة عناصر من الجيش اللبناني. واستخدم عناصر"فتح الاسلام"عدداً من المنازل الواقعة في موازاة مجرى نهر البارد لجهة المنية لاستهداف مواقع الجيش قبل ان تبدأ الاشتباكات الميدانية، وسمعت اصوات الطلقات الرشاشة من الاسلحة الثقيلة والمتوسطة والخفيفة حتى قرابة الاولى. وتراجعت حدة الاشتباكات بعد تدخل سلاح الدبابات الذي نفذ رمايات عدة في اتجاه مواقع المسلحين الذين تحصنوا داخل المنازل. أما من الناحية البحرية للمخيم فواصل الجيش تقدمه وتمركزه في المواقع التي استولى عليها ويقوم بعملية تمشيط واسعة وتطهير الابنية من المتفجرات، كما انه يضيق الخناق على ما تبقى من المسلحين. وبينما استمر فوج الهندسة في الجيش، بنزع الألغام والعبوات، قامت جرافات للجيش بفتح طرق وازالة ركام ورفعت سواتر. من جهة ثانية، نعت قيادة الجيش - مديرية التوجيه، العريف الشهيد عبدالله محمد اسماعيل، الذي استشهد يوم امس،"اثناء قيامه بواجبه العسكري في مهمة الحفاظ على الامن والاستقرار في منطقة الشمال". في المقابل، استأنفت"رابطة علماء فلسطين"مساعيها ومبادرتها للحل السلمي ووصل اعضاؤها الى طرابلس في انتظار موافقة الجيش اللبناني على دخولهم المخيم. وأبدى الاعضاء اصراراً على استكمالها خصوصاً مع مسؤولي"فتح الاسلام"لدرس تأمين مربع آمن لمن تبقى داخل المخيم من المدنيين وعرض موضوع اللجنة الامنية التي ستتولى الاشراف على المخيم بعد انتهاء الازمة. وعقد في مسجد الغزاوي في المنية لقاء موسع حضره عدد من مسؤولي الجماعة الاسلامية في المنية، ومسؤول العلاقات السياسية في حركة"حماس"علي بركة، ووفد من علماء فلسطين. وتحدث بركة وعضو رابطة علماء فلسطين الشيخ وليد ابو حيط، فأكدا"ان حركة فتح الاسلام ظاهرة غريبة عن مخيم نهر البارد، وان الجيش اللبناني وقع ضحية ما يجري"، مشيرين الى"ان الخطاب اللبناني - الفلسطيني يجب ان يكون موحداً، وان لا يتطور الصراع الى صراع لبناني - فلسطيني". وطالباٍ ب"ضرورة ازالة اللبس والاتهامات التي تطلق حول احتضان المخيم لظاهرة فتح الاسلام ومشاركة ابنائه في القتال الى جانبهم، لأن هذا الامر عار من الصحة". وشددا على"اهمية الحفاظ على وحدة الشعبين اللبنانيوالفلسطيني لانها هي الضمانة في هذا الظرف العصيب". عيادة جرحى الجيش وجالت زوجة رئيس مجلس الوزراء اللبناني هدى فؤاد السنيورة ترافقها زوجة وزير الشباب والرياضة رولا احمد فتفت وزوجة وزير الاقتصاد حنان سامي حداد على مستشفيات"العسكري"وپ"اوتيل ديو"وپ"الروم"و"الجعيتاوي"، وپ"رزق"، وپ"مستشفى الحريري الحكومي"، حيث عدن جرحى الجيش الذين اصيبوا خلال معارك مخيم نهر البارد، ناقلات إليهم تحيات السنيورة والوزراء، ومتمنيات لهم الشفاء العاجل لمعاودة مهماتهم في الذود عن لبنان والدفاع عنه ومقدمين لهم الهدايا التذكارية.