بات من المرجح اطلاق مراسل "هيئة الاذاعة والتلفزيون البريطاني" بي بي سي الزميل الاسكتلندي آلان جونستون في غضون الساعات أو الأيام القليلة المقبلة. وبات معظم الفلسطينيين على قناعة أن الوقت حان لأن يطلقه خاطفوه اما طوعا أو بالقوة من قبل"كتائب القسام"، الذراع العسكرية لحركة"حماس"و"القوة التنفيذية"التابعة لوزارة الداخلية. وتبدو مهمة تحرير جونستون الذي خطفه ناشطون من تنظيم"جيش الاسلام"الفلسطيني من احد شوارع مدينة غزة في 12 آذار مارس الماضي، أكثر سهولة من أي وقت مضى، خصوصا بعدما قضت"حماس"على مسلحي حركة"فتح"واجهزة الامن المتحالفة معها واصبح قطاع غزة في قبضة الحركة والحكومة التي تقودها. واكتفى رئيس الحكومة المقالة اسماعيل هنية ببضع كلمات وجهها الى خاطفي جونستون في اول ظهور له فجر الجمعة في اعقاب السيطرة على غزة، اذ قال في لهجة حازمة حاسمة وآمرة:"ادعوا خاطفي جونستون الى الافراج عنه... فوراً"، مشددا على كلمة"فوراً". وكرر الأمر نفسه"ابو عبيدة"الناطق باسم"كتائب القسام"في مؤتمر صحافي عقده أول من امس في غزة. وتجري اتصالات بين الحكومة و"حماس"من جهة، و"جيش الاسلام"الذي يناصبهما العداء من جهة أخرى، لاقناعه باطلاق جونستون في أسرع وقت ممكن ومن دون شروط. وعلمت"الحياة"من مصادر مطلعة ان"حماس"ستستخدم القوة مع"جيش الاسلام"الذي يتزعمه ممتاز دغمش ويتخذ من حي الصبرا وسط مدينة غزة حيث تقطن عائلته، مقرا وقلعة مسلحة له. وقالت مصادر مطلعة ان"حماس تهدف من خلال استخدام القوة الى تحرير جونستون أولاً، وتلقين عائلة دغمش درسا لن تنساه يكون بمثابة درس قاس أيضا لكل العائلات الكبيرة او التي لديها عصابات ومجموعات مسلحة". وفي دمشق، قال رئيس المكتب السياسي ل"حماس"خالد مشعل انه على اتصال مع ناشطي"حماس"في غزة لتأمين الافراج عن جونستون. وقال:"ألححت على اخواننا في القطاع في ظل الظرف الجديد ان يضاعفوا جهودهم لحل مشكلة جونستون... أنا واثق أن من يختطفه... واعتقد انه في الظروف الجديدة... لا بد أن يدرك أن المصلحة الوطنية ليست في استمرار خطفه". وتابع:"آمل، ولا أعد، أن يكون الافراج عنه قريبا ان شاء الله وفق امكاناتنا". وفي القاهرة، كشف مصدر من"حماس"ل"الحياة"أن الحركة تلقت اتصالات بادر اليها خاطف جونستون، مضيفا ان الخاطف من عائلة دغمش كان حريصاً على إجراء اتصالات مع عناصر من"كتائب القسام"قبل ثلاثة أيام، لكن الحركة"ارسلت له امس تحذيرا شديد اللهجة، وقالت انه ما لم يطلقه خلال يومين بهدوء وطواعية سيتم التعامل معه بالقوة"، مؤكداً أن"الإفراج عن جونستون سيتم خلال اليومين المقبلين وقبيل نهاية الاسبوع". فى سياق آخر، قال المصدر إن"هناك اتصالات بوساطة عربية تسعى إلى الافراج عن الجندي الإسرائيلي الاسير في غزة غلعاد شاليت"، مضيفا:"انها مجرد رسائل جس نبض لم تتم بلورتها بعد، فالاسرائيليون يريدون ابلاغ حماس انه في حال الافراج عن شاليت وتوقف اطلاق صواريخ القسام على جنوب إسرائيل، ستتم حلحلة الامور وسيرفعون الحصار الاقتصادي عن غزة". في غضون ذلك، استبعد المصدر عودة الوفد الأمني المصري إلى غزة قريبا رغم إعلان رئيسه اللواء برهان حماد أن"زيارته إلى مصر تشاورية"، مشيرا إلى أن"الوفد الأمني المصري بأكمله غادر غزة، بالاضافة الى البعثة الديبلوماسية"، وقال:"هناك ضغوط أميركية على مصر لوضع قوات دولية على الحدود عند معبر رفح، وهناك مخاوف مصرية تسعى الولاياتالمتحدة إلى تعزيزها في شأن الوجود الإسلامي في غزة".