أعلن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أمس، أن الحكومة العراقية وقعت عقداً مع منظمة الاممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة اليونيسكو لاعادة إعمار مرقد الامامين العسكريين في سامراء، في حين دان المرجع الشيعي علي السيستاني تفجير مرقد الصحابي طلحة بن عبيد الله في البصرة. ونقل بيان حكومي عن المالكي قوله خلال لقائه وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس إن"وحدات من الجيش العراقي انتشرت على طريق بغداد - سامراء من أجل ضمان الأمن بعد التوقيع مع منظمة اليونيسكو للمباشرة في إعمار مرقد الإمامين العسكريين". جاء ذلك في وقت اتهم الشيخ أوس الخفاجي المساعد البارز للزعيم الشيعي مقتدى الصدر ايران بالتحول"الى عمق استراتيجي للقاعدة في العراق"، لافتاً الى"تورط استخباراتها في أعمال تخريب في الجنوبالعراقي"، فيما دعا الصدر العراقيين الشيعة الى مسيرة باتجاه سامراء حاملين أغصان الزيتون. وكان مسؤول أمني عراقي رفيع المستوى أعلن أن مسلحين فجروا مئذنة مسجد"العشرة المبشرون بالجنة"في وسط مدينة البصرة، وذلك غداة تفجير مرقد الصحابي طلحة بن عبيد الله في خور الزبير. وقال اللواء الركن علي حمادي الموسوي رئيس لجنة طوارئ البصرة إن"مسلحين فجروا منارة المسجد الواقع في حي الزهراء من دون وقوع أضرار بمبنى المسجد". ودان المرجع الشيعي علي السيستاني تفجير مسجدين للسنة في مدينة البصرةالجنوبية، وطالب"المؤمنين"بالعمل لمنع هذه الاعتداءات. وقال حامد الخفاف الناطق الرسمي باسم السيستاني لوكالة"رويترز"إن"السيد السيستاني يدين ويستنكر في شدة الاعتداءات التي تعرض اليها مرقد الصحابي طلحة بن عبيد الله، وكذلك جامع العشرة المبشرون في البصرة". وأضاف أن السيستاني"يناشد المؤمنين أن يمنعوا بمقدار ما يستطيعون وقوع مثل هذه الاعتداءات على مراقد الصحابة والمساجد". الى ذلك، دان"حزب الله"اللبناني بشدة"الاعتداءات التي تعرضت لها مساجد أهل السنة وبعض مراقد صحابة النبي صلى الله عليه وسلم في العراق". واعتبر في بيان أن هذه"اعتداءات آثمة لا يمكن أن تخدم إلا المحتل الأميركي ومشروعه لإذكاء الفتنة وإحلال الفوضى الشاملة داخل العراق وخارجه، وهو الذي يتحمل المسؤولية عن كل ما يجري في ظل احتلاله". من جهته، أشار أوس الخفاجي الذي يعتبر أحد أقرب مساعدي الزعيم الشيعي مقتدى الصدر، الى معلومات وردت الى مكتب الصدر مفادها أن"الاستخبارات الايرانية اطلاعات شكلت غرفة عمليات في المدينة بقيادة ضابط يعرف باسم محمد تقوي، مهمتها تخطيط عمليات مسلحة وتنفيذها بهدف زعزعة الاستقرار في جنوبالعراق وتقويض حالة الاستقرار النسبية التي يتمتع بها". وأكد الخفاجي ل"الحياة"أن هذا الجهاز المصغر"استقطب عدداً كبيراً من قادة الاجهزة الامنية في المنطقة، وتحديداً أولئك الذين انخرطوا في قوات الجيش والشرطة في اطار دمج الميليشيات، وآخرين استولوا على مناصب من خلال المحاصصة الحزبية". وكشف الخفاجي أن"السلطات الأمنية في محافظة ذي قار اعتقلت أخيراً ثلاثة عناصر مرتبطين بجهاز اطلاعات الإيراني وتحديداً بغرفة عمليات العمارة، لتورطهم في عمليات إطلاق صواريخ كاتيوشا وقذائف هاون في شكل عشوائي على أحياء سكنية بحجة استهداف القاعدة الاميركية جنوبالمدينة لزعزعة الوضع الأمني". وتابع:"اضافة الى ذلك، يقدمون عناصر اطلاعات دعماً كبيراً إلى عصابات القاعدة في جنوب ووسط البلاد، التي تمارس الارهاب ضد الشعب العراقي". وكان رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر دعا"جميع العراقيين الشيعة ومن مختلف المحافظات والانتماءات الحزبية، إلى الخروج في يوم زيارة المرقدين العسكريين في سامراء خلال الشهر الجاري، مرتدين الأكفان وحاملين أغصان الزيتون"، متمنياً"من أهل سنة العراق أن يفرشوا الورد في الطريق، وأن يفتحوا بيوتهم لايوائهم". وقال الصدر في بيان صدر من مكتبه أمس، وتلقت"الحياة"نسخة منه:"إنه صار من المؤكد أن الثلاثي المشؤوم أميركا واسرائيل وبريطانيا لا يردعهم رادع عن انتهاك حرمات المسلمين وقتل الشعب". من جهة أخرى، احتجت الحكومة الايرانية لدى الحكومة العراقية على احتجاز عدد من ديبلوماسييها في بغداد على أيدي عناصر الشرطة العراقية وإحالتهم إلى القوات الأميركية للتحقيق معهم. وقال الناطق باسم السفارة الايرانية في بغداد محمد حسيني في بيان إن الديبلوماسيين الثلاثة يعملون في السفارة الايرانية، واعتقلتهم الشرطة العراقية في منطقة الزعفرانية في طريق عودتهم الى طهران لقضاء عطلة نهاية الاسبوع. وأضاف أن الشرطة التي اعتقلت الديبلوماسيين حققت معهم لساعات قبل تسليمهم إلى القوات الاميركية، لافتاً الى أنهم سُلموا بعد التحقيق الى مكتب رئيس الوزراء. وذكر حسيني أن"الديبلوماسيين موجودون الآن في مبنى السفارة الايرانية في بغداد". ووصف تعامل القوات الأميركية مع الديبلوماسيين الايرانيين بانه"غير مناسب"، موضحاً أنه يتنافى والمعاهدات والاعراف الدولية ويعتبر تدخلاً في شؤون العراق الداخلية. وفي بغداد، أعلن وزير الدفاع عبدالقادر العبيدي سيطرة الحكومة على 386 حياً في العاصمة من أصل 430، فيما لا يزال 44 حياً خارج السيطرة من بينها 33 في جانب الكرخ ذي الغالبية السنية و11 حياً في جانب الرصافة ذي الغالبية الشيعية.