دان رئيس ديوان"الوقف السني"الشيخ أحمد عبد الغفور السامرائي أمس اعتداءات قال إنها استهدفت أكثر من 130 مسجداً سنياً في العراق، رداً على تفجير قبة مرقد الامامين الشيعيين علي الهادي وحسن العسكري في مدينة سامراء أول من أمس. وقال السامرائي في بيان:"نستغرب ونستنكر الهجمة البربرية غير المبررة على مساجدنا وحرقها ودهمها وحرق مصاحفها، وقتل عدد من الأئمة ومنتسبي المساجد". وأضاف أن هذه الاعتداءات"حدثت في وقت أدنا فيه العملية الاجرامية الأثيمة التي طالت مقام الامامين الجليلين علي الهادي والحسن العسكري في أكثر من وسيلة وبيان وتصريحات كثيرة ومشاركة فاعلة في التظاهرة الاستنكارية في سامراء، ودعونا الجهات الرسمية الى كشف الجناة وانزال أقصى العقوبات في حقهم". وأوضح البيان أن"عدد المساجد التي نالها تخريب تراوح بين هدم كامل وحرق كامل، وضرب بالقاذفات واطلاق النار عليها، بلغ أكثر من 130 مسجداً". في المقابل، دعا الزعيم الشيعي مقتدى الصدر أنصاره الى حماية المساجد السنية، وخصوصاً في مناطق جنوبالعراق، بحسب أحد مساعديه. وقال صاحب العامري الأمين العام لمؤسسة"شهيد المحراب"التابعة للتيار الصدري إن"الصدر أمر بأن يتولى أنصاره حماية المساجد السنية وخصوصاً في البصرة والمناطق الأخرى". كما أكد حازم الأعرجي أحد مساعدي الصدر ل"الحياة"صدور أمر لعناصر"جيش المهدي"بتأمين المراقد المقدسة والمساجد السنية والشيعية في أنحاء البلاد. واتهم جهات"غريبة"باستغلال اندفاع الناس الى الشوارع للتنديد والاحتجاج، للاعتداء على"إخواننا السنة". وكشف أن عناصر من"جيش المهدي"اعتقلت عدداً من الأشخاص الذين كانوا يستهدفون مساجد ومقرات للسنة، وسلمتهم الى السلطات. وفي سامراء، منع آلاف المتظاهرين الغاضبين وزير الاعمار والاسكان العراقي جاسم محمد جعفر من دخول مرقد الامامين علي الهادي والحسن العسكري. وذكر مراسل وكالة"فرانس برس"أن حوالى ثلاثة آلاف متظاهر غاضب كانوا يحتجون على الاعتداء، رددوا عند وصول وزير الاعمار هتافات مناوئة للحكومة ولقوات الأمن قبل أن يرشقوا موكبه بالحجارة. وحاول أفراد حماية الوزير العراقي عبثاً تفريق المتظاهرين باطلاق النار في الهواء. وكان مجلس الوزراء قرر أول من أمس ايفاد وزير الاسكان والاعمار الى مدينة سامراء"لتحديد حاجات اعادة بناء المرقدين الشريفين وموازنة التكاليف اللازمة لها والمباشرة بالتنفيذ اعتباراً من يوم أول من أمس". وأفاد مراسل وكالة"فرانس برس"أن مئات من أهالي سامراء باشروا منذ صباح أمس عملية اعادة اعمار المرقد بمشاركة عشرات الشاحنات وشيوخ العشائر ورجال الدين. وفي كركوك، تظاهر آلاف العراقيين احتجاجاً على اعتداء سامراء. وأعلن قائد شرطة المدينة العميد برهان طيب أن الشرطة أبطلت مفعول 14 عبوة قبل التظاهرة. وقال مراسل وكالة"فرانس برس"في المدينة إن آلاف المواطنين معظمهم من الشيعة تجمعوا في ساحة الاحتفالات وهم يرفعون صور المراجع الدينية والاعلام العراقية وسط اجراءات أمنية مشددة. ورفع المتظاهرون لافتات كتب عليها"ندين الحادث الارهابي الذي استهدف مرقد الامامين علي الهادي وحسن العسكري"و"نطالب بالقصاص العادل من البعثيين والتكفيريين والأميركيين"و"نحمل القوات الأميركية مسؤولية ما يجري وسيجري في العراق". كما كتب على اللافتات"اذا ارادوا عزة العراق، فعلى الأميركيين الخروج فوراً"و"الاعتداء على مراقد الأئمة هو اعتداء على الرسول الأعظم". وشارك في التظاهرة مئات من أبناء عشائر الحبيبيين والعبيد والجبور وهم من العرب السنة. وفي مدينة الكوت، تظاهر حوالى ألفي مواطن احتجاجاً على الاعتداء. ورفع المتظاهرون الذين تجمعوا وسط المدينة وهم يحملون أعلاماً عراقية ورايات اسلامية وصوراً للزعيم الشيعي مقتدى الصدر، ولافتات كتب عليها"نستنكر العمل الجبان والقذر"و"نطالب بالقصاص من العملاء الذي اعتدوا على أهل البيت". وكان الصدر دعا أنصاره الى التوجه الى سامراء لأداء صلاة جمعة موحدة هناك. وأفاد مراسلو"الحياة"في عدد من المحافظات أن آلافاً من أنصار الصدر توجهوا في قوافل الى هذه المدينة. كما ناشد المرجع الشيعي محمد اليعقوبي أبناء النجف التوجه الى سامراء للمشاركة في الصلاة الموحدة. وعقدت عشائر الفرات الأوسط مؤتمراً في أحد فنادق النجف لدرس مشروع قرار الادارة المحلية في المحافظة إرسال احد ألوية المغاوير فيها الى سامراء لتوفير الحماية للمراقد الشيعية هناك. وشهدت مدن الأنبار والموصل وديالى السنية تظاهرات استجابة لنداء السيستاني، احتجاجاً على تعرض"الروضة العسكرية"في سامراء للاعتداء. كما استمرت التظاهرات الاحتجاجية في مدن البصرة والناصرية والعمارة والديوانية والسماوة والنجف وكربلاء حيث أُغلقت الأسواق والمحال التجارية.