التسويق عالم في حد ذاته. يدخل في كل المجالات التجارية. يحكم المنتجات. بعض المُنتجات تسوق نفسها. لكنها من دون تسويق، تخسر الكثير حتماً. "الإعلان"، بشتى أنواعه، أحدى أدوات التسويق. التلفزيون أو الصورة إحدى وسائل الإعلان. لكنها وسيلة مهمة ومكلفة في آن معاً. يختار المعلنون هدفهم بدقة. يحددونه، ثم يحددون وسيلة الإعلان، ومكانه وزمانه. يتابعون نسب مبيعاتهم في وقت عرض الإعلان على الصورة مثلاً، كي يتأكدوا من تحقيقهم الهدف. أحياناً لا تكون هناك ضرورة من ضخ اعلانات أكثر. هناك"نقطة صفر"يتحول فيها ضخ الأموال على الإعلان التلفزيوني خسارة. أطلقت"ام بي سي"قناتين تفرعتا عن"ام بي سي 2":"ام بي سي أكشن"وپ"ام بي سي 4". القناتان تنافسان القناة الأم في حصة الإعلان. لكن"ام بي سي 4"تجذب اعلانات تستهدف النساء أكثر من القناتين الأخريين. حين تشاهد"أوبرا"وبرامج أخرى كثيرة مشابهة لها، تتأكد من ذلك. كما ان"ام بي سي أكشن"تجذب اعلانات تستهدف الشباب أكثر من القناتين الأخريين. حين تشاهد إعلانات مطاعم الوجبات السريعة تكتشف ذلك. ربما لا تأكل القناتان الوليدتان حصة الأم، لكنهما توفران مدخولاً أكبر، فمدة الإعلان في ثلاث قنوات لا تساوي مدة الإعلان في قناة واحدة. ولا مانع إذا حصل الوليد على حصة أكبر من أمه. إذا شاهدت برنامجاً عن الطبخ مثلاً، في أي قناة، فلن تلمح خلال البرنامج إعلاناً عن منتج يستهدف الرجال، كإعلان عن عطر رجالي. إذا كنت تشاهد"ستار أكاديمي"، ستلاحظ أن الإعلانات تستهدف فئة عمرية بعينها من 12 إلى 27. وإذا كنت تشاهد برنامج"عيشوا معنا"أو"صفحات خليجية"ستلاحظ أن الإعلان سعودي في الدرجة الأولى. المنتج الموجه للشباب سيعلن عنه في"ام بي سي اكشن"،"ام بي سي 4"أو"روتانا سينما"أو"القنوات الرياضية"أو في برنامج"دلع سيارتك"أو"ستار أكاديمي"أو"سوبر ستار"... المنتج الموجه للأطفال - المدركين ? سيعلن عنه في"سبيس تون"أو"الجزيرة كيدز"أو"ام بي سي 3"أو"اي آر تي تينز"أو"المجد للأطفال"، أو في وقت عرض برامج الأطفال في قنوات أخرى. أحياناً، لا يمكنك الوصول عبر الصورة إلى منازل بعينها، إلا من خلال قنوات معينة. على سبيل المثال، لا يمكن أفراد أكثر من مئة ألف منزل مشترك في خدمة"قنوات المجد"، في السعودية، مشاهدة اعلان منتجك، إلا من خلال"المجد"لأنهم لا يشاهدون غيرها لأسباب أيديولوجية. يمكن تناول الفكرة عكساً، إذ إنك لو عرضت إعلان منتجك على باقة"شوتايم"فلن تكثر مشاهدته لان الباقة مشفرة ومسبقة الدفع. لكن، لهذا النوع من القنوات معلنون يستهدفون ذوي الدخل العالي الذين يمكنهم دفع قيمة الاشتراك. على أي حال، أليست الصورة مُنتجاً أيضاً؟ البرنامج صورة. يسوق لنفسه في الصورة. تعلن القنوات عن برامجها، وعن حلقات بعينها، من فترة لأخرى. تعلن الصورة عن نفسها في الجرائد وملصقات الشوارع. إذا كان البرنامج اقتصادياً مثلاً، فلا مانع من الإعلان عنه في الصفحات الاقتصادية. إذا كان البرنامج يناقش قضية سعودية فلا مانع من الإعلان عنه في الصحف السعودية المحلية فقط. هل يأتي يوم يمكن الإعلان فيه عن برنامج في قناة منافسة؟ هل لذلك أهمية أصلاً؟!